من السمات الأساسية للتوحد هو عدم قدرة الاطفال التوحديين على الإستجابة
للآخرين و التواصل معهم و يظهر ذلك بوضوح فى الثلاثين شهرا الأولى من الحياة ، وفى
هذا العمر المبكر يكون الخلل فى النمو الإجتماعى و مهارات التواصل ملفت للنظر و
يكون لديهم قصورا فى اهتماماتهم و إستجاباتهم للناس و تظهر لديهم الرغبة فى
الإنعزال .وهذه السمات تكون ملحوظة لديهم فى الطفولة عن طريق رفضهم للعناق أو
الإحتضان وعن طريق عدم التواصل بالعين Eye
Contact و بُغضهم الشديد للتواصل الجسدى و الانفعالات .
و القصور أو الخلل الإجتماعى على سبيل المثال يشمل كل من التواصل اللفظى و غير
اللفظى أو تكرار الكلام و السلوك الشاذ ، كما يشمل النمو اللغوى الجيد إن وُجد حيث
لا يُستخدم إجتماعيا ( مثل المشاركة فى المحادثة العادية ) وحتى يكون الإنسان
مقبولا يتطلب الأمر أن يكون مُدركا لمدى واسع من المهارات التى تنمو و تتطور مع
العمر وهذه المهارات هى ما تُسمى بمهارات التواصل الإجتماعى و التى تتضمن أشياء
عديدة مثل لعب دور مع شخص آخر ، التعبير عن الإنفعالات مع الآخرين ، إستخدام
مهارات محادثة توكيدية ، و التشوق و الحاجة للإدراك من قبل اآخرين و غيرها من
المهارات الأخرى .
ويبدأ التواصل بداية بالصراخ و البكاء الذى يساعد الطفل أو على ضبط بيئته
الإجتماعية ، ومع مرور الوقت يتناقص البكاء و ينتج الأطفال أصواتا أكثر .و يتعلم
الأطفال الصغار التواصل بداية من خلال ملاحظة اللغة ، ومن ثم التقليد لما يسمعونه
و يشاهدونه . و يمارس الأطفال الأصوات الساكنة و المتحركة المتمثلة باللغة الأم ثم
تتحول بعد ذلك إلى حروف و كلمات و جمل . و التواصل ينتقل من خلال طريقتين هما :
اللغة الإستقبالية Receptive Language و التى تتمثل بفهم الكلمات و الرموز و الإيماءات و اللغة العبيرية
Expressive Language و القدرة
على التعبير بها .( ابراهيم الزريقات ، 2004 : 166)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق