الخميس، 3 ديسمبر 2015

تعريف التوحد

لم يتفق العالم العربى بعد على تعريب موحد لكلمة Autism  ، فبعض الباحثين يطلقون لفظ التوحد كتعريب لهذا المصطلح ( محمد على كامل 1997 ، جمال الخطيب 1998 ، ابراهيم شكرى  1999 ، عبد الرحمن سليمان 2001 ، سميرة السعد 2001 ، محمد الفوزان 2002 ، عادل عبد الله 2002 ، عثمان فراج 2002 ، ابراهيم الزريقات 2004 ، وفاء الشامى 2004 ، ماجد عمارة 2005 ، وليد خليفة و مراد حسن 2007 ، عبد العزيز سليم 2009) و هناك من يترجمونه بالإجترار ( زيدان السرطاوى 1992 ، عبد الرحمن العيسوى 1997 ، كمال دسوقى 1998 ، كمال سيسالم 2002 ) كما يترجمه البعض أحيانا بالذاتوية ( الهامى عبد العزيز 1999 ، هدى عبد العزيز 1999 ، محمد ابراهيم عبد الحميد 2003 ، محمد السعيد ابو حلاوة 2009 ، عزة عزازى 2010 ) و يترجم أحيانا بالتغليف الذاتى ( ميلاد حنا 1994 ، محمود حمودة 1996 ، عادل الأشول 1997) كما يترجم بالأُحادية ( ايفت عبد الملاك 1993) و يترجم أحيانا بالفصام الذواوى ( رمضان القذافى )
و يُعتبر التوحد ، الذاتوية و الإجترار أكثر الترجمات استخداما بين الباحثين و العاملين فى مجال الفئات الخاصة.
هناك تعريفات كثيرة للتوحد ، وتهدف جميع هذه التعريفات الى وصف فئة معينة تحمل صفات معينة وهى فئة التوحد . و يعتبر كانر (Kannar,1943)  أول من عرف التوحد الطفولى حيث قام من خلال ملا حظته لإحدى عشرة حالة بوصف السلوكيات و الخصائص المميزة للتوحد و التى تشمل عدم القدرة  على تطوير علاقات إجتماعية مع الأخر ين و التأخر  فى اكتساب الكلام ، واستعمال غير   تواصلى للكلا م بعد تطوره ، ونشاطات لعب نمطية و تكر ار  ية ، و المحافظة على التماثل  و ضعف التخيل و التحليل وما زالت الكثير  من التعريفات تستند على وصف كانر  لل توحد حتى وقتنا هذا (الشامى:2004) .
وقدم روتر Rutter 1978) ) أربع خصائص رئيسية عند تعريفه للتوحد وهى :
أ‌-   إعاقة فى العلاقات الاجتماعية .
ب-  نمو لغوى متاخر أو منحرف .
ج - سلوك طقوسى و استحواذى أو الاصرار على التماثل.
د – بداية الحالة قبل بلوغ ثلاثين شهرا من العمر ( سليمان:2001)
ويرى القانون الأمريكى لتعليم الافراد المعوقين(Individuals with Disabilities Education Act),(IDEA)   التوحد على انه إعاقة تطورية تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظى و غير اللفظى و التفاعل الاجتماعى ، و تظهر الاعراض الدالة عليه بشكل ملحوظ قبل سن الثالثة من العمر ، و تؤثر سلبيا على أداء الطفل التربوى ، وتؤدى كذلك لانشغال الطفل بالنشاطات المتكررة و الحركات النمطية و مقاومته للتغيير البيئى أو التغيير فى الروتين اليومى و كذلك الاستجابات غير الاعتيادية للخبرات الحسية ( الزريقات : 2004، ص 33)
كما و يعتبر تعريف الجمعية الوطنية للاطفال التوحديين من أكثر التعريفات قبولا لدى المهنيين
(National Society for Autstics Children)  الذى ينص على ان التوحد عبارة عن المظاهر المرضية الاساسية التى تظهر قبل ان يصل عمر الطفل الى 30 شهرا ، ويتضمن الاضطرابات التالية :
1-     اضطراب فى سرعة او تتابع النمو .
2-     اضطرابات فى الاستجابات الحسية للمثيرات .
3-     اضطراب فى الكلام و اللغة و المعرفة .
4-     اضطراب فى التعلق أو الانتماء للناس و الاحداث و الموضوعات .( يحيى:2000)
ويذكر عثمان فراج (2002) فى تعريفه للتوحد أن التوحد إعاقة من إعاقات النمو تتميز بقصور دال و تأخر أو توقف مع نزعة إنطوائية إنسحابية تعزل الطفل عن الوسط المحيط به بحيث يعيش منغلقا على نفسه لا يكاد يحس بمن حوله ومن يحيط به من أفلااد أو أحداث و ظواهر .
( عثمان لبيب فراج ، 2002 : 53)
ويظهر أهمية الجانب البيولوجى و العصبى فى تعريف كل من روبرت كوجل و لن كوجل (2003) فيعرفا التوحد بأنه إضطراب عصبى حيوى يُوخر نمو المهارات الجسمية و الإجتماعية و اللغوية لدى الطفل فى سن مبكر( روبرت كوجل و لن كوجل ، 2003: 39)
و يتفق باوان سينها (Pawan,Sinha,(2009)  مع روبرت كوجل و لن كوجل فى تعريفهما للتوحد حيث يرى أن التوحد إضطراب نمائى عصبى مصحوب بقصور واضح فى قدرات الطفل الإجتماعية و التواصلية تتمثل فى قصور المهارات الإجتماعية مصحوبة بإضطرابات إنفعالية و مُشكلات شديدة فى التوافق تجعل التوحد أحد أكثر الإضطرابات تأثيرا على حياة الطفل .(Pawan , Sinha,2009)
و يُركز تعريف الجكعية الأمريكية للتوحد على أكثر من جانب حيث تُعرف التوحد على أنه نوع من الإضطرابات التطورية التى تظهر من خلال الثلاث سنوات الأولى من العمر و تكون نتيجة لاضطرابات عصبية  تؤثر على وظائف المخ و بالتالى تؤثر على مختلف نواحى النمو فتؤدى الى قصور  التواصل الاجتماعى لدى هؤلاء الاطفال سواء كان هذا التواصل لفظى أو غير لفظى .
(Autism A Society of America ,2005)
أما ميستى ماسون Mson , Misty , A. (2005)  فيركز على الجانب العصبى و البيولوجى فيرى أن التوحد إعاقة نمو عصبية أو بيولوجية طويلة الأجل أى أنها إعاقة مزمنة و تظهر لدى الطفل خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر .  Mson , Misty , A. , 2005)  )
ويتفق التعريف السابق مع تعريف كل من سميث و ديلينبيك Smith , V. & Dillenbeek , A.(2005)  فى التركيز على الجانب العصبى البيولوجى فيُعرفا التوحد على أنها إعاقة عصبية بيولوجية Neurobiological  تؤثر على التواصل ، التفاعل الاجتماعى و سلوك الفرد بشكل عام .
 Smith , V. & Dillenbeek , A., 2005: 10))
ويُعرف مأمون مبيض (2006) التوحد بإضافة جديدة على التعريفات السابقة تتمثل فى بعض قدرات الذكاء و المهرات الخاصة فيُعرفه بأنه مرض يصيب الأطفال و يتسم بالأمور الآتية :
§    الانطواء و ضعف القدرة على إقامة علاقات مع الآخرين منذ الولادة .
§    العجز عن امتلاك القدرة على التخاطب و الحديث المباشر مع الآخرين .
§    الهوس الشديد المُبالغ فيه ببعض الأشياء و الرغبة فى الثبات و عدم التغيير.
§    وجود بعض قدرات الذكاء و الإمكانات المتفرقة فى بعض المهارات .
   (مأمون مبيض ، 2006 : 147)
أما وليد السيد خليفة و مراد على السيد (2007) فيركزا على الجانب العصبى أيضا و لكن بشكل وظيفى من حيث أداء المخ و تعامله مع المعلومات حيث أنهما يعرفا التوحد بأنه إعاقة تعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها ، كما انها تؤدى الى مشاكل فى اتصال الفرد بمن حوله و تؤدى الى اضطرابات فى اكتساب مهارات التعلم و السلوك الاجتماعى كما انها اعاقة متعلقة بالنمو و عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر و هى تنتج عن اضطراب فى الجهاز العصبى مما يؤثر على وظائف المخ .
( وليد السيد خليفة و مراد على عيسى ، 2007 : 100)
و يُعرف يحيى الرخاوى (2009) التوحد على أنه زملة تصف نوعا من الانغلاق على الذات منذ الولادة حيث يعجز الطفل حديث الولادة عن التواصل مع الآخرين (بدءً من أُمه ) و إن كان ينجح فى عمل علاقات جزئية ( تبدو و كأنها سريعة رمزية ) مع أجزاء الأشياء المادية و بالتالى يُعاق نموه اللغوى و الاجتماعى و المعرفى ( يحيى الرخاوى ، 2009)
و يعُرفه كارن بلومى Karen,Plumley,(2010) بأنه قصور و خلل فى مهارات التفاعل الاجتماعى و التواصل الضرورية للحياة .
(Karen,Plumley,2010)
تعقيب على التعريفات السابقة :
يتضح من التعريفات السابقة للتوحد تنوع و تعدد التعريفات من حيث الجوانب التى يرتكز عليها كل تعريف فنجد بعض التعريفات تهتم بالتركيز على الخلل المعرفى و السلوكى و بعضها يُركز على التواصل اللفظى و أُخرى تُركز على التفاعل الاجتماعى ون التواصل ، و ركزت بعض التعريفات على السلوكيات النمطية و الانغلاق على الذات  كما أن هناك بعض التعريفات التى ركزت على السبب من حيث أنه خلل عصبى أو بيولوجى و ظيفى وهناك تعريفات ركزت على ضعف القدرات بشكل عام لدى التوحديين .
ومن خلال العرض السابق لتعريفات التوحد ترى الباحثة أنه لم يوجد اتفاق موحد بين الباحثين فى تعريف التوحد ومن خلال استعراض أهم التعريفات التى تناولت موضوع التوحد نلاحظ انها تباينت فى بعض الجوانب لكنها جميعا  تشترك و تتفق فى ان للتوحد مظاهر أساسية تتمثل بالخصائص التى تفرق الطفل العادى عن الطفل المصاب بالتوحد وهذه الخصائص هى :
1-           عجز فى التفاعل الاجتماعى .
2-           عجز فى التواصل .
3-           سلوك طقوسى و استحواذى و نمطى و اهتمامات مفيدة .
ويمكننا تعريف التوحد بشكل أكثر شمولا من خلال التعريف التالى :
التوحد هو اضطراب نمو يتسم بسمات أساسية ( لابد و أن توجد لدى كل الاطفال التوحديين ) و أُخرى ثانوية ( قد توجد لدى بعض الاطفال التوحديين وقد لا توجد لدى البعض الآخر )
و السمات الأساسية هى :
§    ظهور الإضطراب خلال الثلاث سنوات الأولى من العمر
§    قصور كمى و كيفى فى التفاعل الاجتماعى .
§    قصور واضح فى التواصل اللفظى وغير اللفظى .
§    قصور واضح فى اللعب التخيلى و الرمزى .
§    وجود أنماط سلوكية غريبة و شاذة و محددة .
§    قلة فى الاهتمامات و الأنشطة .
§    عدم تماثل أعراض هذا الإضطراب مع أعراض إضطراب ريت Rett,s Disorder  و أعراض إضطراب الطفولة التفككى Disintegrative Disorder .
أما السمات الثانوية فهى كالتالى :
§    الخلل أو القصور فى القدرات المعرفية .
§    خلل و قصور فى الاستجابات الحسية .
§    التقييد و التمسك بالروتين و النفور من الغير .
§    وجود اضطرابات عصبية .
§    اضطرابات فى أنماط الأكل و النوم .
§    وجود مشكلات سلوكية حادة .
كما أن تحديد نسبة انتشار التوحد يعتبر أمرا صعبا ذلك لأن رصد ومعرفة مدى انتشار التوحد يعتمد بشكل اساسى على التعريف المعتمد ، والمحكات التشخيصية للكشف عنه ، وويعتبر التقدير الدقيق له متغيرا عما هو عليه سابقا حيث أشارت البحوث المبكرة  الى ان مدى انتشاره تقريبا من 2-5 بين كل 10000 شخص ، أما التقديرات الحديثة فققد اعطت نسبة أقل من ذلك ، حيث بلغت حوالى 2 من كل 10000 شخص ( الزريقات:2004).

وتزداد نسبة الاصابة بين الاولاد عن البنات بنسبة 4:1 ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية  أو اجتماعية ، حيث لم يثبت أن لعرق الشخص  أو للطبقة الاجتماعية أو الحالة التعليمية  أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد (يوسف،2004)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق