الخميس، 3 ديسمبر 2015

تشخيص التوحد

-   يعتبر تشخيص اضطراب  التوحد من الامور الصعبة التى يواجهها المختصون و الاهل وذلك لأنه لا يوجد علامات جسدية أو دلالات بيولوجية تشير الى إصابة الطفل بالتوحد لذلك من المهم أن يكون هناك دقة فى تقييم و تشخيص الطفل على انه مصاب باضطراب التوحد .
-   و يرى ( الروسان : 2002) أن موضوع قياس و تشخيص الاطفال غير العاديين يعتير أمرا بالغ الأهمية  فى ميدان التربية الخاصة ، لأنه الخطوة الاولى و المهمة للمساعدة فى تحويلهم للمكان المناسب ووع البرنامج التربوى المناسب لهم .
-   ومنذ أن قام كانر بوضع معاير التشخيص للتوحد عام 1943 تبعه بعد ذلك العديد من العلماء الذين حددو محكات و معايير لتشخيص التوحد مثل معايير العالم روتر ، ونقاط كريك التسعة فى تشخيص التوحد .
-   ومن المعايير التى وضعها كانر لتشخيص التوحد هى كالآتى:
-   سلوك انسحابى انطوائى شديد وعزوف عن الاتصال بالآخرين .
-   التمسك الشديد لحد الهوس بمقاومة أى تغيير فى الملبس أو المأكل أو السلوك أو عناصر البيئة المحيطة من حيث ترتيب الاثاث وغيره أو فى روتين الحياة اليومية.
-   مهارات غير عادية فى الارتباط بالأشياء والتعاطف معها فى نفس الوقت الذى لا يبدو عليه ارتباط او انتماء الى اى انسان بما فى ذلك ابويه و اخويه .
-   رغم كل جوانب القصور التى تميز طفل التوحد أحيانا ما يأتى ببعض الاعمال التى تتميز بقدرات أو مهارات غير عادية كتذكر خبرة قديمة أو حادث أو صوت أو جملة أو يقوم بعملية حسابية صعبة أو يبدى مهارة فى الرسم أو الموسيسقى أو الغناء بشكل طفرات فجائية لفترة و تنقضى .
-   حالات البكم أو ما يقارب منها او قدرة لغوية غير مقصودة غير ذات معنى أو موضوع أو همهمة غير مفهومة لا جدوى منها لتحقيق الاتصال مع الآخرين ( عثمان لبيب فراج : 1996،ص5-6).
-   و تعتبر محكات الدليل الاحصائى و التشخيصى الرابع و المعدل عام 2000 الصادر عن جمعية الأطباء النفسيين الأمريكية (DSM-IV-TR,2000)  من اافضل المحكات التشخيصية قبولا فى الاوساط العيادية و التربوية ، وهى :  المحكات التشخيصية من خلال المقابلة التشخيصية وتاريخ حالة الطفل كما جاءت بالدليل التشخيصى الاحصائى الرابع لرابطة الاطباء النفسيين الأمريكية DSM-4 الصادرعام 1994و وهذه المحكات هى :المعدل عام 2000
-   أولا : يشترط فى تحديد اضطراب التوحد أن تتطابق ستة اعراض على الأقل بحيث توزع كما يلى: عرضين من المجموعة الأولى ، وعرض واحد على الأقل من المجموعة الثانية وعرض واحد على الأقل من المجموعة الثالثة.
المجموعة الاولى :
-   وجود قصور نوعى و اضطرابات كيفية فى التفاعل الاجتماعى كما يظهر فى بندين على الاقل مما يلى :
-   وجود اضطراب ملحوظ وقصور حاد  فى استخدام انماط من السلوك غير اللفظى المتعدد مثل التواصل البصرى مع الآخرين (حملقة العين ، والتعبير الوجهى والإيماءات و الحركات الجسمية) لتنظيم التفاعل .
-   إخفاق الطفل فى تكوين علاقات مع الأقران تتناسب مع المستوى النمائى (نموه العقلى).
-   نقص السعى التلقائى الى المشاركة  مع الآخرين فى المسرات (الافراح) و الاهتمامات و الانجازات ( كالقصور فى الاشارة الى الأشياء المثيرة للإهتمام ).
-   الافتقار الى التبادل الاجتماعى و الانفعالى ( تبادل العواطف ، والمشاعر ، والاهتمامات الاجتماعية )
المجموعة الثانية:
-   وجود اضطرابات كيفية فى التواصل كما تظهر فى بند واحد على الأقل من البنود الآتية :
-   وجود تأخر أو نقص فى نمو اللغة المنطوقة والاستخدام النمطى و الترددى للغة  .
-   وجود نقص فى اللعب الايهامى التلقائى و المتنوع و نقص اللعب التخيلى واللعب الاجتماعى الاقتدائى ( لعب المحاكاة الاجتماعية)  المناسب للمستوى النمائى.
-   تأخر أو نقص كلى فى نمو لغة الحديث ( لا تكون مصحوبة بمحاولة التعويض بطرق تواصل بديلة كالإيماءات).
-   قصور حاد فى القدرة على المبادرة أو الاحتفاظ بالمحادثة مع الآخرين لدى الاطفال الذين يملكون حصيلة لغوية جيدة( بدء المحادثة مع الآخرين أو الاستمرار فيها)
المجموعة الثالثة :
-   نماذج سلوك و انشطة نمطية تتكرر بصفة حصرية كما تظهر فى واحد على الأقل مما يأتى:
-   الانشغال المستمر بأجزاء الأشياء.
-   أن يستحوذ على الشخص واحد أو أكثر من الانماط المحدودة و النمطية من الاهتمامات التى تكون غير عادية سواء من حيث عمقها أو مجالها .
-   التمسك غير المرن وبشكل واضح بأعمال روتينية ، و آلية وغير وظيفية.
-   وجود أساليب حركية مميزة نمطية و متكررة ( مثل لى اليدين أو الأصابع أو النقر أو الخبط بهم أو الإتيان بحركات معقدة تشمل الجسم كله .
-   ثانيا : التأخر أو التوظيف غير العادى فى واحد على الأقل من المجالات التالية وتكون بداية ظهوره قبل 3 سنوات:-
1- التفاعل الاجتماعى.
2- اللغة كما تستخدم فى التفاعل الاجتماعى .
3- اللعب الرمزى أو الخيالى.
4- أن يتمايز اضطراب التوحد عن اضطراب ( رت ) أو الاضطراب التحليلى فى الطفولة و لا يطرح اضطراب التوحد كتفسير افضل لتلك الاضطرابات (بشير الرشيدى و آخرون :2000، ص  202 – 204 ) .
ونلاحظ أن أغلب المقاييس و المحكات التى تعتمد فى تشخيص التوحد تشترك فى اعتمادها على مدى وجود اضطراب فى جوانب النمو المختلفة سواء الاجتماعية أو التواصلية أو السلوكية .
-   تعتبر عملية تشخيص التوحد من أكثر العمليات صعوبة و تعقيد و يرجع السبب الى التباين فى الأعراض من حالة لحالة أخرى من التوحد . إن مفهوم التوحد واسع ومتعدد  الأشكال والدرجات وهذا التنوع الكبير فى خصائص  و مستويات و أعراض وشدة الإعاقة تزيد من صعوبات التشخيص الدقيق لحالات التوحد و تزيد من احتمالات الخطأ فى التشخيص و يمكن تحديد أهم هذه الصعوبات من خلال ما يأتى :
-   إن أكثر العوامل المسببة ؟لإضطراب التوحد وجود تلف أو إصابات فى بعض أجزاء المخ أو الجهاز العصبى .
-   من العوامل التى تزيد من صعوبة التشخيص أن نمو الطفل مع تقدم فى العمر الزمنى قد يصاحبه تغيير فى شدة بعض الأعراض و إختفاء البعض الآخر .
-   عدم الوصول الى تحديد دقيق للعوامل المسببة .
-    مشاركة العديد من الإعاقات الأخرى إضطراب التوحد فى بعض الأعراض كتأخر الكلام و صعوبات التخاطب  أو الإعاقة العقلية و الفصام و اضطرابات التواصل .( عثمان لبيب فراج ، 1996: 3-6)
و يعتمد تشخيص إضطراب  التوحد على البحث عن الأعراض السلوكية المصاحبة له .
ويعد دليل التصنيف التشخيصى و الإحصائى للأمراض و الإضطرابات النفسية و العقلية الطبعة الرابعة DSM IV  الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسى (1994) و التصنيف الدولى العاشر للأمراض الصادر عن منظمة الصحة العالمية (1992) WHO  هما المصدران الرئيسيان لتشخيص اضطراب التوحد . و لا يوجد تعارض بينهما كما يرى فولكمار (1996) Volkmar  فى تشخيص الإضطرابات المختلفة بوجه عام و فى تشخيص إضطراب التوحد بوجه خاص . كما أن محور التركيز الأساسى لكل منهما يدور حول بداية حدوث الإضطراب و ذلك قبل وصول الطفل الثالثة من عمره ، ووجود ثلاثة جوانب قصور رئيسية تتمثل فى الجوانب التالية :
-   التفاعل الإجتماعى المتبادل .
-   اللغة و التواصل .
-   السلوك النمطى المقيد و التكرارى ( عادل عبد الله ، 2004 : 203)



التشخيص الفارقى لإضطراب التوحد :
التشخيص الفارقى لإضطراب التوحد يتضمن مقارنة سلوك الطفل موضع التشخيص مع سلوك الطفل الذى يُعانى من إضطرابات أُخرى تحمل نفس الأعراض ، كما هو الحال مع الإعاقة العقلية و مشكلات اللغة و الكلام .
الإعاقة العقلية :
الطفل المعاق عقليا يختلف عن الطفل التوحدى فى أن الطفل التوحدى يتميز بعدم إتساق أو بوجود تباين فى مظاهر النمو . فقد يكون النمو متأخرا فى جانب و عاديا فى جانب آخر . أما الطفل المعاق عقليا فإنه يكون متأخرا فى جميع جوانب النمو بصورة متساوية تقريبا . ومن الدراسات التشخيصية الفارقة بين الاطفال التوحديين و المعاقين عقليا دراسات عادل عبد الله محمد (1999 ، 2000) والتى أسفرت عن وجود بروفيل خاص بكل فئة من هاتين الفئتين معالمه الرئيسية كما يلى :
-   يتفوق الأطفال المعاقون عقليا على أقرانهم التوحديين فى مستوى النمو اللغوى ومهارات الأداء أو التطبيع الإجتماعى إلى جانب الدرجة الكلية للسلوك التكيفى .
-   لا تختلف الفئتان فى الجوانب الأخرى للسلوك التكيفى و التى تتمثل فى الأداء الوظيفى المستقل و أداء الأدوار الأُسرية  و الأمال المنزلية إلى جانب النشاط المهنى الإقتصادى .
-   الأطفال التوحديين أقل تفاعلا مع الآخرين و أكثر إنسحابا من المواقف  و التفاعلات الإجتماعية قياسا بأقرانهم المعاقين عقليا .
-   يتفوق الأطفال المعاقون عقليا على أقرانهم التوحديين فى المهارات الإجتماعية بما لديهم من وعى اجتماعى نسبى و قدرة نسبية على التعلق بالآخرين و استخدام  ما لديهم من مفردات لغوية  تفوق أقرانهم التوحديين فى سياقات إجتماعية .
-   الأطفال التوحديين أقل عدوانية من أقرانهم المعاقين عقليا .
-   يتسم الطفال التوحديين بدرجة مالنشاط الزائد تفوق مستوى أقرانهم المعاقين عقليا .
إضطرابات اللغة :
-   الأطفال الذين يعانون من إضطرابات اللغة ليست لديهم مشكلة فى الإستجابة للمثيرات الحسية كما هو الحال لدى الأطفال التوحديين . إضافة إلى ذلك فإن الأطفال الذين يُعانون من من مُشكلات اللغة يمكنهم استخدام لغة الإشارة أو أية وسيلة أُخرى من وسائل الإتصال بينما الأطفال التوحديون يجدون صعوبة كبيرة فى ذلك . كما يرى سميث و آخرون (1995) Smith,et,al.,  أنه من الممكن التمييز بينهما حيث نجد الأطفال الذين يُعانون من من الإضطرابات اللغوية يحاولون التواصل بالإيماءات و بتعبيرات الوجه ، بينما لا يُظهر الأطفال التوحديون تعبيرات إنفعالية مناسبة أو تعبيرات إنفعالية مصاحبة و يفشل هؤلاء الأطفال التوحديون فى إستعمال اللغة كوسيلة إتصال بدون تدريب على ذلك .


الفصام : 
-   بعض جوانب الاختلاف بين الفصام و التوحد يظهر فى فترة ظهور الإضطراب . ففى الوقت الذى يندر تشخيص الفصام فى مرحلة الطفولة المبكرة فإنه بالإمكان تشخيص التوحد فى هذه الفترة .
إضطراب إنحلال الدفاع العضوى :
-   يتضمن هذا الإضطراب تدهور شديد فى واحد أوأكثر من مجالات النمو(أحمد عباس عبدالله ،2000: 156 – 158) وتُشير أبحاث عديدة إلى أن هناك عدة أنواع من التوحد وهوالسبب الذى أدى إلى تسمية إضطراب التوحد بإضطراب طيفى إشارة الى النطاق الواسع فى درجاته و شدته و مظهر الأشخاص المصابين به و يُستخدم مصطلح إضطرابات طيف التوحد Autism Spectrum Disorder  بالترادف مع إضطرابات نمائية شاملة Persvasive Development Disorder  حيث يُشير كلاهما الى حالات مختلفة من التوحد تشترك جميعها فى صفات التأخر الشديد بلإضافة إلى إنحراف فى العلاقات الاجتناعية و إحدى أو كلا الصفتين التاليتين :
-   تأخر فى التواصل اللغوى و الإجتماعى .
-   عدم القدرة على التخيل .
إن إضطراب طيف التوحد يمكن أن يشمل إضطراب التوحد بالإضافة إلى الاضطرابات النمائية غير التوحدية وهذا ما أشار إليه الدليل التشخيصى و الإحصائى فى طبعته الرابعة DSM IV 1994 (Rita Jordan , 2001 :3) لذا يعتبر البعض أن إضطراب التوحد أو طيف التوحد Autism Spectrum  هو المصطلح الأنسب بديلا عن الإضطرابات النمائية الشاملة و التى تُعتبر فئاتها المتعددة هى درجات على هذا المتصل ( محمد عبد الرازق هويدى ،2000: 93)
-   وتتفق مع هذا Rita Jordan ,2001:3)  ) حيث ترى أن إستخدام مصطلح طيف التوحد يُعد أكثر فائدة لأنه يسمح بتوسيع مفهوم إضطراب التوحد إعتمادا على جوانب القصور الثلاثة .
-   وفى الوقت الحالى تم تحديد خمسة أنواع من إضطرابات طيف التوحد فى الدليل التشخيصى و الإحصائى للإضطرابات الذهنية : فى الإصدار الرابع المعدل (DSM- IV – TR) وهى إضطراب التوحد ، ومتلازمة أسبرجر ، و إضطراب ريت و إضطرابات الإنتكاس الطفولى ، و الإضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة.

 -   جدول (  2-1) أوجه الإختلاف بين أنواع إضطرابات طيف التوحد (Rita Jordan,2001:4)
-    الإضطراب
-    عمر الظهور
-    الذكاء العملى
-    مراحل النمو الأولى
-    جوانب التأثر
-    النتائج
-    إضطراب التوحد
-    قبل السنة الثالثة
-    يتراوح من فوق المتوسط الى تخلف ذهنى شديد
-    تأخر و اضح فى السنة الأولى على 75% من الحالات على الأقل
-    ثالوث الأعراض
-    تتراوح بين ضعيفة الى ممتاز
-    أسبرجر
-    قبل أو بعد السنة الثالثة
-    درجة الذكاء متوسط أو ما فوق
-    لا يتأخر الطفل فى تعلم الكلام أو المهارات الإدراكية
-    صعوبات على صعيد التبادل الإجتماعى و نطاق اهتمامات   محدود
-    جيج جدا أو ممتاز
-    ريت
-    قبل الشهر ال 18
-    تأخر ذهنى شديد
-    تطور طبيعى فى النمو حتى الستة أشهر الأولى يتلوه تراجع و فقدان للمهارات و توقف التطور فى عدة مجالات .
-    قصور فى التبادل الإجتماعى يتحسن مع النمو و الحركة نمطية متكررة و صعوبة فى الحركة و التنفس و النوم و صرير الأسنان .
-    ضعيف
-    إضطراب الإنتكاس الطفولى
-    بعد السنة الثالثة
-    تأخر ذهنى شديد
-    تطور طبيعى فى النمو حتى عمر 3 الى 5 سنوات و أحيانا الى 10 سنوات يتلوه تراجع و فقدان للمهارات
-    عنصران من الثالوث
-    ضعيف
-    إضطراب نمائى شامل غير محدد
-    غير مُحدد
-    يتفاوت بين تأخر ذهنى بسيط الى درجة كبيرة
-    غير محدد
-    قصور فى التبادل الإجتماعى و عنصر آخر من الثالوث
-    جيد جدا أو ممتاز
أدوات تشخيص و تقييم التوحد :
تعرف المشكلات النفسية بوجه عام بأنها صعوبات في علاقات الشخص بغيره أو في إدراكه عن العالم من حوله أو في اتجاهاته نحو ذاته ، أو عندما يحكم عليه الآخرون في البيئة المحيطة بأنه غير فعال أو مدمر أو غير سعيد ...... الخ وهذا ما يحدث مع الأطفال  ( الشناوي ،1998 ، 139 )
فالمشكلات والاضطرابات المتعلقة بسلوك الطفولة تتنوع وتختلف، ومن أحد الطرق للإلمام بهذه المشكلات وأنواعها ومدى انتشارها التركيز على معرفة ما يريد المتخصصين من الأطباء وخبراء العلاج النفسي في المستشفيات والعيادات العامة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية من حالات لمعرفة أنواع الاضطرابات التي تصدر عنها .( ابراهيم 1994 ، 381 )
فالتشخيص هو التقييم العلمي الشامل لحالة مرضية محددة ، ويتضمن المعلومات والأعراض بنوعيها ( الكمي والكيفي ) و يتم بوسائل متعددة منها الاختبارات المقننة و غير المقننة ، و المقابلة و دراسة الحالة و الملاحظة و السجل المدرسي ، و الظروف العائلية ، و السجل الطبي و التقييم العصبي ، و يشير بدقة الى أسباب العلة المباشرة و غير المباشرة . ( ياسين ،1990 ، 105 ) 
و قد عرف الطب النفسي عند الطفل في العقدين الأخيرين تقدما كبيرا في مجال المعرفة السريرية و البحث ، و استطاع أن يتخلص نهائيا من نماذج الطب النفسي عند البالغين من حيث أعراض و تصنيف الأمراض ليكتسب هويته الخاصة في السريريات ، و في الوقت ذاته وسع حقول تحرياته بشكل كبير .
فعلى المستوى السريري تم تحديد إصابات جديدة و تم إعادة وضعها في سياق نمو الطفل ، في الوقت الذي درست فيه الطريقة التي تؤثر بها الآليات المرضية على نمو الطفل ذاته ، و كمثال على ذلك تم عزل الذهانات الطفلية على أنها إصابات ذاتية للطفولة المبكرة التي تضم أيضا التوحد ، و درس أثرها على قطاعات النمو المختلفة :اللغة ، النمو الذهني ، القدرة على التعلم خاصة في المجال الدراسي .
(  فيراري 2000، 3)
إن تشخيص التوحد يعد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، وخاصة في الدول العربية، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، مما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة. حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل، ولمهارات التواصل لديه، ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور. ولكن مما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراً من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرابات أخرى. ولذلك فإنه في الظروف المثالية يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يضم هذا الفريق:
·          طبيب أعصاب .
·          طبيب نفسي .
·          طبيب أطفال متخصص في النمو .
·          أخصائي نفسي .
·          أخصائي علاج لغة وأمراض نطق .
·          أخصائي علاج مهني .
·          أخصائي تعليمي .
 كما يمكن أن يشمل الفريق المختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد.                                          ( أبو العزائم 2003 ، نت )
وفيما يلي عرض لأهم المراحل والاختبارات التشخيصية لاضطراب التوحد:
1) مرحلة التعرف السريع على الطفل التوحدي:
وتشتمل على مرحلتين :
أولا ً : المرحلة التي يلاحظ بها الآباء و الامهات أو ذوي العلاقة بالطفل بعض المظاهر  السلوكية غير الاعتيادية و خاصة تلك المظاهر التي لا تتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل و تكرار تلك المظاهر و شدتها ومن هذه المظاهر:
ضعف النمو اللغوي ،ضعف التطور في المهارات الذكائية و ضعف الجانب الاجتماعي.
ثانيا ً: مرحلة التأكد من وجود مظاهر السلوك التوحدي لدى الأطفال المشكوك بهم و ذلك من خلال عرضهم على فريق متخصص من الأخصائيين و يشمل الفريق الأخصائي النفسي،طبيب أطفال يعرف بالتوحد،أخصائي القياس التربوي ،أخصائي علاج النطق،أخصائي قياس السمع ،أخصائي اجتماعي و يلعب الوالدان دورا حيويا هاما في عملية التشخيص و ذلك من خلال تقديم المعلومات عن التاريخ التطوري للطفل و أنماطه السلوكية
ولان التوحد اضطراب يعرف سلوكيا فان من الصحيح القول بأنه كلما زاد عدد الأخصائيين الذين يلاحظون سلوك الطفل في أوقات مختلفة و أوضاع متنوعة زادت احتمالات التشخيص للتوحد بشكل صحيح
و لتحديد طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه الطفل يجب على الأخصائيين أن يحددوا أيضا الاضطرابات التي لا يعاني منها الطفل و تعرف عملية مقارنة الأنماط السلوكية للطفل الذي يراد تشخيص حالته بالأنماط السلوكية التي تلاحظ عادة في الاضطرابات الأخرى بعملية (التشخيص الفارقي) و التخلف العقلي و الاضطراب اللغوي حالتان يجب التأكد من عدم وجودهما قبل تشخيص الاضطراب على انه توحد ،  كذلك يجب فحص الطفل للتأكد من عدم وجود مشكلات جينية أو طبية مثل الفينيل كيتونوريا (PKU) و متلازمة الكروموسوم الهش حيث يصاحب هذان الاضطرابان التوحد في بعض الحالات  ، و يمكن للمعلم أن يقوم بدور كبير في عملية التشخيص من خلال تدوين ملاحظاته حول السلوك العام للطفل لكونه يقضي معه ساعات عديدة في اليوم و بإمكانه أن يقيم سلوك الطفل و مقارنته مع الأطفال الآخرين و يتلمس مستوى تقدمه و انجازه بالمقارنة مع الأطفال الآخرين في صفه ويمكن أن يستخدم المعلم العديد من أدوات الملاحظة والاختبارات لتقييم مستوى نمو الطفل و انحرافه عن مستويات النمو الطبيعية كما يمكن للأخصائي النفسي أن يقيم الوظائف العقلية و اللغوية و الحركية و المهارات الاجتماعية باستخدام الاختبارات الخاصة فاختبارات الذكاء تستخدم في تقدير القدرات العقلية العامة و القدرة على التعلم فضلا عن قياسا و تحديدها لمستوى ذكاء الطفل أما الاختبارات اللغوية فإنها تقيس الوظائف الغوية و تستخدم لتوضيح الصعوبات الخاصة .
ويعاني أطفال التوحد من صعوبات في الإجابة على بعض الاختبارات بسبب الاضطرابات السلوكية و الحساسية من الفشل ، و انجازهم غالبا ما يكون غير صحيح و يكون سلوكهم إما الانسحاب أو العنف  ( الجلبي 2005 ، 57 ـ 58 )
و استخدمت أدوات عديدة في تشخيص و تقويم الأطفال التوحديين ومنها اختبارات لأعراض التشخيص ،و لتقويم النمو ،و التكيف، و التواصل ،و اللغة و الإدراك و بإمكان المربين و الباحثين استخدامها إما للتعرف على جوانب النمو المختلفة و البيئة و العائلة و تقدير التغير في أبعاد السلوك و النمو و مدى الاستجابة للبرامج التربوية المختلفة و فيمل يلي تفصيل لأهم الاختبارات :
2 ) المجموعة الأولى:اختبارات التقييم الشخصي:
2-1- قائمة تشخيص التوحد  AUTISM DIAGNOSTIC INTERVIEW
بنيت القائمة من قبل LORD RUTTER &LECOUTOURوتستخدم مع الأطفال و المراهقين الذين لديهم اضطرابات في النمو و أجريت أبحاث لاستخراج الخصائص السيكومترية للقائمة فاستخرج الثبات من خلال تطبيق القائمة على 10 أطفال للتوحد و بلغ متوسط أعمارهم 49 شهرا و (10)أطفال معوقين عقليا و يعانون من الضعف في اللغة و بمتوسط عمري قدره (50) شهرا ووجدوا أن الصدق الداخلي و معاملات الارتباط الداخلية كانت عالية و جيدة وأثبتت النتائج بان القائمة ثابتة و صادقة في تشخيص التحد لأطفال ما قبل المدرسة و بإمكان استخدام القائمة في البيت من خلال زيارة المعالج الذي يبدأ بزيارة العائلة و توفر الزيارة فرصة اللقاء مع الطفل و التعرف على إحساسات العائلة و يستغرق التطبيق عدة ساعات
2 -2- استمارة الملاحظة لتشخيص التوحد قبل الكلام PARALINGUISTIC AUSTISM DIAGNOSTIC OBSEVATION SCHEDULE
بنيت الاستمارة من قبل DILAVORE,LORD&RUTTER   وهي استمارة ملاحظة لتشخيص الأطفال الذين ليس بإمكانهم القدرة على الكلام و استخدام اللغة و ليس لديهم مظاهر التوحد .
و تطبق الاستمارة على الطفل و بمساعدة أهله وهذه الأداة تزودنا بالفرصة لملاحظة المظاهر الخاصة كالسلوك الاجتماعي و الانتباه و التخيل و التفاعل و المشاركة مع الاختبار و استخرجت القدرة التمييزية للاستمارة من خلال تطبيقها على اطفال التوحد العاديين .   ( الجلبي 2005 ، 60 )
2-3- مقياس التقدير للتوحد الطفولي CHILDHOOD AUSTISM RATING SCALE   
بني المقياس من قبل SCHOPLER,REICHLER,DEVELLIS&DALY   واستخدم في تحديد الأطفال المعوقين و التوحديين الذين هم بحاجة الى البرنامج التعليمي (TEACH و تتكون هذه القائمة من 15 فقرة و تغطي عدة جوانب منها :
العلاقات مع الآخرين ،العاطفة ،التقليد،التكيف مع البيئة ،الاستجابات البصرية ،التواصل اللفظي و غير اللفظي ،مستوى النشاط ،الانطباعات العامة .
و عن طريق الملاحظة يتم الإجابة على مفردات القائمة عن طريق سلم تقديري يحتوي على سبع درجات تتدرج في شدة و درجة وجود السلوك للكم على درجة و شدة الحالة التي يعاني منها الطفل المتوحد و فيما إذا كان توحد بسيط أو شديد أو متوسط .   ( الراوي ، حماد 1999، 56 )
2-4 - مقياس تقدير التوحد rating scale  autism 
صمم المقياس من قبل Gilliam &janes 1995  ليستخدم من قبل المعلمين و المهنيين و العائلة في تحديد و تشخيص التوحد و لمختلف الأعمار الزمنية  اشتقت فقرات المقياس بالاعتماد على الدليل التشخيصي لمنظمة الصحة العالمية و وضعت الفقرات في أربع مجاميع:
·          السلوك النمطي
·          التفاعل الاجتماعي
·          التواصل
·          الاضطرابات النمائية
وللمقياس ثلاث درجات التي تصف و تقيس السلوك ، أما الاختبار الرابع و الذي يقيس الاضطرابات النمائية فهو يتضمن مجموعة من البيانات التي تشمل تطور نمو الطفل خلال السنوات الثلاث الأولى . استخرج الصدق و الثبات للأداة من خلال التعرف على الارتباطات الداخلية بين الفقرات و التي تراوحت بين 0.8-0.9 .
2- 5 - أداة التخطيط التعليمي من اجل مسح التوحد autism screening instrument for educational planning
بنيت الأداة من قبل kurg ,arick&almond  وهي تعد من الأدوات الشائعة للتقويم و التخطيطي التعليمي لأطفال التوحد تكونت القائمة من 5 مكونات للتعرف على المظاهر السلوكية للتوحد من عمر 18 شهر فأكثر و المكونات هي الحواس ،العلاقات ،التعرف على أجزاء الجسم ،اللغة ،العناية الذاتية فضلا عن تقويمها للتفاعل و التواصل و التعلم و هي أداة يمكن أن يستخدمها المدرس في تقديره للمهارات و الاستعدادات الأكاديمية التي يلمسها في تفاعله مع الطفل في الفصل وتقديره لمستواه التحصيلي و سلوكياته في المواقف المختلفة و في تعاملها و موضوعياتها تثري عملية تخطيط البرنامج التعليمي الفردي و في التخطيط اليومي للأنشطة التعليمية في الفصل و تزودنا الأداة بمخطط للقدرات و السلوك اللفظي و التفاعل الاجتماعي و المستوى التربوي ووجد أن هناك علاقات قوية ارتباطيه بين أجزاء الاختبار للتمييز بين المجموعات في مختلف المواضيع .


2-6 - أدوات قياس التقدير السلوكي لأطفال التوحد و الشواذbehavioral rating instrument for autistic and typical children
وضعت القائمة من قبل rutten   و تتضمن ثمانية مقاييس )العلاقات و الروابط مع الآخرين ،التواصل،النطق،التخاطب،التجاوب الاجتماعي،القدرة الحركية البدنية 
،النمو النفسي العضوي)و لكن قدرة هذا المقياس على إنتاج أهداف علاجية محدودة للغاية .
2-7- نظام ملاحظة السلوك behavior observing system
وضع من قبل baron cohen ,allen &gillberg 1992 و تستخدم للتعرف على طفل التوحد و ليس للتشخيص و تبدأ بشكل مبكر من عمر 18 شهر و يستغرق تطبيق القائمة مابين 5-10 دقائق ، و بالإمكان تطبيقها من قبل عدة أشخاص و يتم العلاج و التدخل التربوي الفعال بعد عمر 3 سنوات تحتوي القائمة على تسعة أسئلة يتم الإجابة عليها بنعم أو لا و يمكن للعائلة الإجابة عليها وهذه القائمة تقدم للمعالجين البرنامج التربوي الذي بالإمكان البدء به شهريا أو سنويا بعد وضوح جميع الأعراض و منها :
·          الافتقار الى اللعب .
·          لافتقار الى الانتباه .
·          الافتقار الى اللعب الجماعي .
·          الافتقار الى الاهتمامات الاجتماعية .
·          الافتقار الى تطبيق الأوامر .
·          الضعف في النمو الحركي .
و أثبتت دراسة عام 1996 بان فشل الطفل في ثلاث فقرات من القائمة بعمر 18 شهر فانه يعد لديه مخاطر التوحد وانه بحاجة الى التربية الخاصة مقارنة مع نماذج التأخر في النمو .
2-8-   قائمة التقييم السلوكي المختصر the behavioral summarized evalualation
و تتكون من 20 فقرة في استمارة واحدة و لكل فقرة مقياس تقديره من (5) درجات هي صفر( لا يحدث أبدا ،1:يحدث أحيانا ،2:كثيرا،3:كثيرا جدا ،4:دائما) ويمثل كل بند سلوكا من السلوكيات التي تمثل أعراض التوحد و يقدر مجموع الدرجات بمقدار (65)درجة وهي أداة تستخدم مع الأطفال الذين يعانون من التوحد و التخلف العقلي معا من أعمار (2-15) سنة و تملأ الاستمارة بواسطة أخصائي نفسي على أساس ملاحظة مقننة و يستخدم النتائج في عمل التشخيص المبدئي للحالة و في وضع الخطوط العريضة للتدخل العلاجي .( الجلبي 2005 ،63 )
2-9- قائمة التوحد السلوكي autism behavior checklist
تم تطوير هذه القائمة من قبل كل من روك و رايك و الموند crug ,aric,almoundو تحتوي هذه القائمة على 75 فقرة تغطي جوانب مختلفة لدى الطفل وهي عبارة عن عدد من أشكال السلوك و الاستجابات المختلفة التي يقوم بها الطفل المتوحد بالعادة و قد تم تقسيم تلك الفقرات على شكل خمس أبعاد و هي الإحساس ،التعلق ،الجسم و استخدام الاشياء المختلفة ،اللغة ،الجوانب الاجتماعية  و العناية بالذات .( الراوي ، حماد 1999 ، 56 )
2-10-  المقابلة المنقحة لتشخيص التوحد revised autism diagnostic interview
وهي قائمة مقابلة لتشخيص اطفال التوحد و تستخدم من فبل عوائل الأطفال بنيت القائمة من قبل lecoutour   و تستخدم لتقييم السلوك للأطفال من عمر خمس سنوات و يستغرق تطبيقها مابين ساعة و نصف الى ساعتين و تركز القائمة على التفاعل الاجتماعي و الاتصال و اللغة و السلوك النمطي و التكراري .( الجلبي 2005 ، 64 )
3 ) المجموعة الثانية : اختبارات تقويم النمو developmental assessment
 من الاختبارات الشائعة الاستخدام في التشخيص اضطراب التوحد مايسمى بمقياس النمو الذي يصف عدة جوانب تتعلق بالنمو لدى الطفل و مقارنة تلك الجوانب مع ما يفترض أن يقوم به الطفل في الوضع الطبيعي و تتكون تلك المقاييس من عدة جوانب بحيث يغطي كل جانب عدة فقرات بحيث تصف كل فقرة مجموعة من السلوكيات أو الاستجابات المختلفة . ( الراوي ،حماد 1999 ،57 )  و تشتمل الأدوات التالية :
 3-1-  المخطط النفسي التعليمي    psycho educational profile
صمم من فبل schopler ,reichles&marcus    و يقوم بتقييم مظاهر النمو للأطفال الذين لديهم توحد أو اضطراب في النمو و يستخدم المخطط مع الأطفال الذين هم بعمر ما قبل المدرسة أو في عمر زمني يمتد مابين 6 أشهر و لغاية 12 سنة و توجد صورة منه للمراهقين و الكبار و يحتوي المخطط على( 131)فقرة ،للنمو و (43)فقرة للسلوك و يتراوح الوقت لتطبيق القائمة مابين 45 دقيقة – ساعة و نصف ، و يقيس المخطط سبعة مجالات وظيفية و هي ( التقليد ، الإدراك الحسي ،التوافق الحركي الكبير ، تآزر اليد مع العين ،الجانب المعرفي العملي ) كما يقيس أربعة مجالات سلوكية هي :
العلاقات الاجتماعية،الحسية ،اللعب ،اللغة فضلا عن قياس المهارات الوظيفية و السلوكيات وتستخدم نتائج تطبيقه في تبني الاستراتيجيات العمل مع الأطفال و أنشطة المدرس في الفصل و الأبوين في المنزل .
3-2- المقاييس الرئيسية للنمو لجنوب كاليفورنيا :
بنيت المقاييس من قبل مركز جنوب كاليفورنيا قسم التربية و التشخيص عام 1985 و تقيس هذه المقاييس النمو المعرفي ،التواصل ،السلوك الاجتماعي القدرات العملية و الجانب الحركي ،القدرات الحركية الدقيقة معتمدة في ذلك على مبدئيين أساسيين .
أ-  نظريات النمو و خاصة نظرية بياجيه و مراحل النمو الإنساني التي وضعها بياجيه .
ب- التقنيات التقييمية و التي تهدف الى اختبار القدرات التقليدية و المعيارية و من الضروري التشجيع على ملاحظة الطفل في البيئة الطبيعية من اجل الوصول الى التقييم النهائي للطفل و التعرف على قدراته في حدود مقاييس النمو.
3-3-  قائمة النمو المبكر لبرانكس brigance inventory of early development
بنيت من قبل brigance  عام 1978 و هي محكية المرجع و هي مفيدة لأغراض التقييم و لتحديد الأهداف التعليمية و للإرشاد التربوي ، و يمكن للقائمة أن تقيس عدة مظاهر للنمو من الولادة و حتى عمر سبع سنوات و من أهم المجالات التي تقيسها :
المعلومات العامة ،الاستيعاب ،النطق و اللغة ،التحصيل الأكاديمي،مساعدة الذات ،المهارات الحركية النفسية ،  و بالإمكان استخدام القائمة المكونة من (98)اختبارا فرعيا من فبل المشخصين و الملاحظين و من اجل الوصول الى المعلومات المطلوبة ينبغي تشجيع الطفل على التكيف و الاستجابة لكل ما هو موجود في البيئة . ( الجلبي 2005 ، 66 )
4) المجموعة الثالثة : تقويم التكيف :
مقاييس فاينلاند للتكيف السلوكي vinland adaptive behavior scale
بني من قبل  عام 1948 sparrow  balla &cicchett  يعتبر هذا المقياس من المقاييس الشائعة الاستخدام وخصوصا ً مع حالات الإعاقة العقلية بمختلف درجاتها وهو صالح للاستخدام من عمر شهر إلى عمر 25 سنة ويتألف من 8 أبعاد رئيسية وهي :
 الكفاية الذاتية ، ارتداء الملابس ، تناول الطعام التنشئة الاجتماعية ، توجيه الذات ، المهنة ، الاتصال ، التنقل .
ويمكن أن يساعد هذا المقياس على توضيح بعض الجوانب والأبعاد لدى الطفل التوحدي ولكن يجب عدم اعتماده بشكل منفصل في الحكم على الطفل التوحدي لاعتماده على أخذ المعلومات من شخص آخر صاحب العلاقة مع الطفل التوحدي الأمر الذي يترك مجالا ً لعدم الدقة والصدق في المقياس . ( الراوي ، حماد 1999 ، 62 )
5 ) المجموعة الرابعة : تقويم التواصل
و تشمل الاختبارات التالية :
5-1- قائمة تطور التواصل:
development sequenced inventory of communication
   بنيت القائمة من قبل Hedrick ,prather &robin    و تقيس مهارات التواصل المختلفة و بشكل مبكر و تقيس مظاهر اللغة الاستقبالية و التعبيرية و تتضمن فقرات التقرير العائلي مع فقرات تقدير السلوك .
5- 2 – مقياس اللغة لما قبل المدرسة preschool language scale :
بني من قبل pond &Zimmerman  يتكون المقياس من اختبارين معياريين و هما اختبار الاستيعاب السمعي و اختبار التواصل التعبيري ويهدف الاختبارين الى تقويم قابلية الطفل على اللغة التعبيرية و الاستقبالية .

5-3- مقاييس رينيل للتطور اللغوي:reynell developmental language scales
بني المقياس من قبل reynell 1987    وهو اختبار للغة و يطبق على الأطفال من عمر سنة الى سبع سنوات و يقيس المقياس اللغة الاستيعابية و التعبيرية و يستخدم بشكل واسع مع الأطفال الذين يعانون من التأخر اللغوي ، و مواد الاختبار تشمل مجموعات من الاشياء كلعب الأطفال ،قطع الأثاث ،الملابس ،الحيوانات ،صور من الحياة .يتكون المقياس من جزئيين هما (أ)الذي يقيس الاستيعاب اللفظي للأطفال الاعتياديين.
 و الجزء (ب) الذي صمم للأطفال المعاقين .
استخدم المقياس مع اطفال التوحد القادرين على تسمية الاشياء و لكنهم غير قادرين على ربط الأفكار مع بعضها و كان الأطفال التوحديون يعانون من صعوبات في الاستجابة للاختبار الخاص بالاتصال الشخصي و خاصة في فهم أجزاء الكلام المتعلقة بالأشياء و الأفعال ( الجلبي 2005 ، 65 )
5-4- اختبار بيبوي للمفردات المصورة : Peabody picture vocabulary test
بني من قبل dunn &dunn 1981    وهو يقيس المفردات اللغوية للطفل و يقيس الذكاء العام و يستخدم لأغراض التشخيص .
5-5- التقويم الإكلينيكي  لأساسيات اللغة ما قبل المدرسة: clinical evaluation of language fundamentals
بني من قبل second r.semel   1992 ، وهي أداة للتحديد و التشخيص و التقويم اللغوي للأطفال ما قبل المدرسة و تقيس القدرة اللغوية التعبيرية و الاستقبالية و التركيبية و التذكر السمعي و يطبق على الأطفال من عمر 3-7 سنوات  . ( الشيخ ذيب 2005 ،16 )
5-6- اختبار النويس للقدرات اللغوية: the Illinois test of psycholinguistic
يمكن تطبيق الاختبار على الأطفال من عمر 2.3-9.3 سنة و يقسم الاختبار اللغة الى جانب مهارات متعددة و بالإمكان قياس كل مهارة على حدا ، مثل فهم الكلمة أو الصورة و الربط ما بين الصورة و الكلمة و الأفكار التعبيرية بالكلمات أو الإيماءات .
 واستخدم الاختبار من قبل tubs 1966  مع الأطفال التوحديين و تم مقارنتهم مع الأطفال الأسوياء و المتخلفين عقليا، ووجد أن أطفال التوحد يظهرون ضعفا في التعبير الكلامي و الإيماءات .      ( الجلبي 2005 ، 67 )
6 ) المجموعة الخامسة :  تقويم مراحل الطفولة المبكرة  وتشمل الاختبارات التالية :
6-1- مقاييس بايلتي للتطور الطفولي: bayely scales of infant development
بني من قبل bayley  و يستخدم لأغراض التقويم التشخيصي في الأعمار المبكرة و لتحديد الأطفال الذين لديهم تأخر في النمو المعرفي و الحركي و طبق المقياس على 1700 طفل منهم 850 ذكر و 850 أنثى من عمر (شهر واحد -42 شهرا ) ووزعوا على شكل مجاميع عمرية و كل مجموعة تمثل ثلاثة أشهر.
و في المقياس عدد من المقاييس الفرعية منها لتقدير السلوك و الأخرى لقياس النمو العقلي و تقويم مختلف أنواع القدرات مثل القدرات الإدراكية – الحسية و التمييز ،الاستجابات للأشياء ،التعلم ،حل المشكلات ،اللفظ ،المفاهيم الرياضية.
و المقياس الحركي يقيس درجة ضبط الجسم و التآزر للعضلات الكبيرة و العضلات الدقيقة و كفاءة الحركات و التقليد وهنالك 30 فقرة تقيس السلوك و الانتباه و الاتجاهات و التدابير و الانفعالات .
6-2- مقاييس ملن للتعلم المبكر: mullen scales early learning
بني المقياس عام 1997 لتقويم القدرة على التعلم المبكر و النمو الحركي و تقيس المقاييس الاستيعاب اللغوي  الحركي و القدرات الإدراكية للأطفال في كافة المستويات و يستخدم الاختبار مع الأطفال من الولادة و لغاية ست سنوات و هناك خمس مقاييس إضافية تتضمن الجانب الحركي الإدراك البصري الحركات الدقيقة اللغة التعبيرية اللغة الاستقبالية نتائج الاختبار تزودنا بتقويم القدرات اللغوية و البصرية و مستويات اللغة الاستقبالية و التعبيرية للطفل و يمكن بموجب ذلك تحديد طرائق التعليم الملائمة و تحديد الأطفال الذين هم بحاجة الى الدعم سواء كان سمعيا أو بصريا و تحديد المشكلات التي يعانيها الطفل وخاصة ما يتعلق بالإدراك و الحواس .
و تسهل نتائج المقياس تحديد التفاعل الاجتماعي مع الأطفال و يساعد في تحديد مستويات التعليم و يستغرق تطبيق الاختبار 15 دقيقة لعمر سنة واحدة و مابين (40-60)دقيقة لعمر خمس سنوات . ( الراوي ، حماد 1999 ، 35 )
6-3- قائمة النسخ المبكر early copying inventory
بنيت القائمة من قبل zeitlin &williamsan 1988   وهي أداة ملاحظة  لتقويم سلوك النسخ الذي يستخدم من قبل الأطفال الصغار و القائمة تزودنا بجوانب الضعف و القوة للنسخ عند الأطفال .
و تتكون القائمة من (48)فقرة قسمت الى ثلاث مجالات :
التنظيم الحسي – الحركي السلوك الرجعي ،سلوك إدارة الذات و صممت لتستخدم مع الأطفال مابين (4 أشهر -36 شهرا) .
6-4- البروفايل النفستربوي لأطفال التوحد psycho educational profile
و هو مقسم الى ست مساحات للمهارات الوظيفية عند أطفال التوحد و له ثلاث درجات حيث يقيم و يشخص حالة الطفل من حيث:
·          السلوك
·          الإدراك و التفكير
·          الاستجابة
ويكمن في ضوء نتيجة هذا التقييم تصميم برنامج تطوري للطفل مع الأسرة سواء في البيت أو المدرسة ويهدف الاختبار الى قياس الجوانب التربوية التكيف الاجتماعي تعليم الأطفال مهارات جديدة التكيف مع البيئة تصنيف التقييم و التشخيص تقييم الاختلاف الفردي لكل حالة و يعتمد الاختبار على الملاحظة المباشرة لسلوك كل طفل وتقييم قدراته بدون تدخل المدرب أو الشخص الملاحظ و على أساسه يمكن عمل برنامج تطوري لكل طفل حسب قدراته و إمكاناته الإدراكية و الفكرية و السلوكية . ( الجلبي 2005 ،68 )
7 ) المجموعة السادسة : اختبارات  لقياس الذكاء
وتستخدم في هذا المجال اختبارات الذكاء المعروفة والمستخدمة مع الأطفال العاديين ويقدر بناءًً عليها درجة ذكاء الطفل ، ويجب الانتباه أننا في تعاملنا مع الأطفال التوحديين يجب أن نركز على اختبارات الأداء غير اللفظية ، والاختبارات التي تركز أو تقتصر فقط على هذا الجانب ( الأداء غير اللفظي ) وخاصة مع الأطفال الذين لا يستطيعون الكلام ومن الاختبارات التي يمكن أن نستخدمها مايلي :
1.       مقاييس وكسلر لذكاء اطفال ما قبل المدرسة. 
2.       مقاييس  وكسلر لذكاء الأطفال .
3.       مقاييس القدرة الفارقية differential ability scales
4.       اختبار ستانفورد _بينيه للذكاء.
5.       مقياس كولومبيا للنضج العقلي Columbia mental maturity scale
6.       مقياس الذكاء غير اللفظي test of non verbal intelligence
7.       مقياس ليتر غير ا للفظي.
8.       بطارية كوفمانkaufmann abc battery ( الراوي ، حماد 1999 ، 53 )        
8 ) المجموعة السابعة : التقييم الأكاديمي
و يمكن استخدام اختبار المدى الواسع للتحصيل wide achievement range test
و هو اختبار يقيس القراءة و الهجاء و الحساب للأطفال في عمر خمس سنوات فأكثر و هناك نموذجين للاختبار يتم تطبيقه قبل و بعد الاختبار و يستغرق التطبيق مابين(10-15)دقيقة وهو اختبار مفيد و جيد في قياس المهارات الأكاديمية عند الأطفال الذين يعد انجازهم الأكاديمي اقل من أقرانهم ( الشيخ ذيب 2005 ، 69 )
9 ) المجموعة الثامنة : التقييم السلوكي
و يتضمن الاختبارات التالية
9-1- قائمة سلوك الطفل :child behavior checklist
بنيت من قبل Achenbach  للأطفال من عمر (4-18)سنة و تقيس مجالين رئيسين هما :السلوك الداخلي و السلوك الخارجي و لكل مجال أربعة اختبارات فرعية و تستخدم في القياس التتبعي و هناك نسختان تطبق إحداهما من قبل الأهل و الأخرى من قبل المعلم .
9- 2- قائمة التحليل السلوكي للحواس: analysis of sensory behavior  inventory
بنيت من قبل mortom &wolford 1994    وصممت لجمع المعلومات حول سلوكيات الأفراد و التي تتعلق بالمثيرات الحسية و هناك ستة مثيرات حسية يمكن قياسها و هي :
المثيرات الحسية الملموسة و الذاتية ،و السمعية و البصرية و الشمية و الاشياء المجردة المعلومات المحصلة من الاختبار تساعد في استكمال التحديد الوظيفي للسلوك وفي عمل و تصميم استراتيجيات التدخل المؤثر و تتضمن الملائمة و التعزيز للافراد و تظهر عملية الاختلافات الحسية و تكرارها لدى الأفراد الذين يعانون من الإعاقة و المشاكل السلوكية.
9-3- قائمة الشخصية للأطفال : the personality inventory for children
بني من قبل writ ,lachar ,klinedinst &seat 1977   وهو استبيان يتكون من (13)مقياسا فرعيا للتشخيص و (3)مقاييس للصدق و يطبق على الأطفال من عمر (3-16)سنة و يمكن تطبيقه من قبل العائلة و يقيس المقياس الاضطرابات الانفعالية التالية (القلق،الانسحاب،الكآبة ،تشويه الواقع).
9-4- البروفايل النفستربوي للمراهقين الكبار:adolescent and adults psycho educational  profile
·          الملاحظة المباشرة .
·          الاختبار في المدرسة.
·        الاختبار في المنزل.
·        السلوك المميز لكل حالة .
·        المهارات الوظيفية.
و هذا التقييم مقسم الى ست مهارات هي:
·        المهارات المهنية .
·        المهارات الاستقلالية.
·        مهارات وقت الفراغ .
·        السلوك المهني.
·        مهارات التواصل الوظيفي .
·        السلوك الشخصي للمصاب.
و الاختبار يمكن الاستفادة منه وتطبيقه على حالات التوحد من أجل وضع البرامج العلاجية الملائمة.         ( الجلبي2005 ، 70 ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق