تتباين أعراض التوحد من البسيط الى الشديد جدا و لذلك فالاطفال التوحديين يتباينون بشكل كبير فى قدراتهم و إعاقاتهم .
(Daniel,P. &James,M.2003)
ويتميز الاطفال التوحديين بالعديد من الخصائص بعضها جسدى و بعضها عقلى ، نفسى و اجتماعى و ستعرض الباحثة هذه الخصائص بشىء من التفصيل .
1- الخصائص الجسمية :
الخصائص الجسمية لدى الطفل التوحدى تنقسم الى المظهر العام ، المهارات الحركية والإدراك الجسمى .
أ- المظهر العام :
لا توجد خصائص جسدية عامة كالطول أو الوزن أو شكل الوجه تميز الاطفال التوحديين عن الآخرين فهم لا يختلفون عن أقرانهم فى المظهر الجسدى و الشكل العام . فالطفل التوحدى يكون طبيعيا عند الولادة و ليست لديه إعاقة جسدية أو خلقية .( سميرة عبد اللطيف السعد،1998: 187) و غالبا ما يكون المظهر العام للأطفال التوحديين مظهرا عاديا و مقبولا أن لم يكن جذابا.(عثمان فراج ،2002 : 53)
ب – المهارات الحركية :
يختلف النسق الحركى لدى الاطفال التوحديين من طفل لآخر فبعضهم يكون لديه مرونة حركية و تناسق حركى و قدرة على التسصلق و التوازن فى حين نجد لدى البعض الآخر مشكلات تتعلق بالمشى ، والجرى ، و التسلق ، فالاطفال التوحديين يتميزون بالنشاط الحركى المفرط (Porter,et al,1992:523) و الطفل التوحدى يتميز بالإثارة الذاتية و الحركات التكرارية كهز الرأس ، و اللف و الدوران و الهزهزة (Robert & James,1992:523)
كما يرى عثمان فراج (2002) ان الطفل التوحدى يختلف عن الطفل الطبيعى فى الثبات على استخدام يد واحدة فبعض الأطفال التوحديين يتبادلون استخدام اليد اليمنى مع اليد اليسرى كما يضيف فراج أن هناك اختلافا بين الطفل الطبيعى و الطفل التوحدى من حيث خصائص الجلد و بصمات الأصابع Finger Prints التى تنتشر بين الاطفال التوحديين أكثر من بقية افراد المجتمع العام .(عثمان فراج، 2002 : 53)
ج – الإدراك الحسى :
من الشائع وجود مشكلات لدى الطفل التوحدى تتعلق بالحواس الخمس البصر ، السمع ، الشم ، اللمس و التذوق كما توجد لديه اضطرابات فى الاستجابة للمثيرات الحسية.(William & Michael, 1993 : 211)
منذ الظهور المبكر للنظريات المعرفية فى مجال التوحد فقد وثقت الإضطرابات الحسية بشكل جيد و اعتُبرت مجالا رئيسيا للعجز .( وليد السيد خليفة ، مراد عيسى ، 2007 : 143)
و يستجيب بعض الاطفال التوحديين الى الاحساسات السمعية اللمسية البصرية بطريقة غريبة و شاذة فإما أن يكونو شديدى الحساسية أو لديهم قصور فى الإستجابة الحسية مما يؤدى الى مشكلات فى معالجة المدخلات الحسية لدى الاطفال التوحديين ، وحوالى 40% من التوحديين لديهم حساسية عالية لأصوات محددة عندما يتعرضون لها لذلك نجدهميغُطون آذانهم أو يظهرالغضب لديهم كردة فعل بعد سماع الأصوات .(Stephen,M.Edelson,2003)
وهذا ما تؤكده لورنا وينج (1996) و كذلك سميرة السعد (1998) حيث ترى كل منهما أن الطفل التوحدى يستخدم حواسه بشكل شاذ مختلف عن الطفل الطبيعى فهو يظل محدقا فى أصابعه مثلا أو فى الأشياء التى تتحرك لساعات و كذلك فليس لديه حساسية للبرد أو للألم و كذلك فهو يستخدم حواس اللمس و التذوق و الشم فى اكتشاف ما يحيط به .( لورنا وينج ،1996: 50 ، سميرة السعد ، 1998: 187)
كما يشير عثمان فراج (2002) الى أن الاستجابة للمثيرات الحسية لدى الطفل التوحدى تتميز إما بالبرودة أو التبلد و إما بالحساسية الفائقة بشكل لا يتناسب مع شدة أو تفاهة المثير ، فقد تكون الاستجابة أقل أو أكثر حدة من استجابة الطفل السوى أو الطبيعى فى حالة بعض المثيرات مثل الأصوات أو الأضواء أو الألم.( عثمان فراج ،2002 : 57)و نستخلص من الآراء السابقة أن الخصائص الجسمية لدى الطفل التوحدى تتسم بالآتى :
- المظهر الجسدى و الشكل العام الطبيعى .
- توجد لدى البعض مشكلات حركية تتعلق بالمشى ، الجرى و التسلق فى حين تجد لدى البعض الآخر مرونة و تناسق حركى .
- نشاط حركى مفرط .
- تبادل استعمال اليد اليمنى و اليسرى .
- اختلاف خصائص الجلد و بصمات الأصابع عن الأفراد الطبيعين .
- وجود مشكلات حسية تتعلق باستخدام الحواس الخمس .
- الاستجابة للمثيرات الحسية تتسم إما بالبرودة و التبلد و إما بالحساسية المفرطة .
2- الخصائص العقلية :
اعتقد كانر Kanner (1943) عند بداية اكتشافه لإضطراب التوحد أن الاطفال التوحديين يمتلكون قدرات معرفية سوية و ذلك نتيجة لما أظهره هؤلاء الأطفال من براعة يدوية فى تجميع المكعبات و الألغاز و أيضا المهارات الخاصة التة تميزهم عن المصابين بالاعاقة العقلية مثل المهارات التى تتضمن قدرات حسابية خاصة أو مهارات فنية و قدرات ميكانيكية .( هدى أمين ، 1999: 47)
وبعد مرور حوالى أكثر من 65 عام على وصف كانر للقدرات العقلية للأطفال التوحديين بأنها سوية لم يعد هناك من الباحثين من يوافق على هذا الرأى حيث يظهر لدى الكثير من الاطفال التوحديين قصور فى القدرات المعرفية . فهناك شبه إجماع على أن اضطراب التوحد هو اضطرابا معرفيا واجتماعيا بشكل كبير (Philip , 1995:550) فالطفل التوحدى يعانى من ضعف فى القدرة على الانتباه و الإدراك و عدم الفهم .( Robert & Jamed,1992:523)
ولكن ليس معنى هذا ان كل الاطفال التوحديين لديهم قصور عقلى أو مصابين بالإعاقة العقلية، حيث مجد أن أغلب الباحثين يتفقون على ان حوالى ( 70: 75%) من التوحديين مصابين بالإعاقة العقلية أما النسبة الباقية فليس لديهم قصور عقلى أو انهم يقعوا ضمن فئة الإعاقة العقلية .(Fred, V. 1999:77)
و يعانى الاطفال التوحديين من قصور واضح و عيوب معرفية تتمثل فى ضعف عمليات الانتباه و الإدراك و فهم الرموز و القدرة على حل المشكلات .(Kamio,&Ishisaka,2004)
يمكن من خلال عرض الآراء السابقة استخلاص أن الخصائص العقلية للأطفال التوحديين تتسم بالآتى :
- قصور فى الإنتباه .
- قصور فى الادراك .
- قصور فى الفهم .
- نمو غير طبيعى فى تطور القدرات المعرفية .
- إتساع فى حركة التفكير .
- إصابة حوالى 70 : 75 % بالإعاقة العقلية .
- وجود قدرات و مهارات خاصة و مميزة لدى بعض الاطفال التوحديين تتراوح نسبتهم من 5 : 10 %.
- وجود ذاكرة جيدة لدى البعض منهم .
3- الخصائص النفسية و السلوكية :
يلاحظ على الطفل التوحدى منذ بدء الحياة و فى خلال الثلاثون شهرا الاولى من العمر الانسحاب الشديد و الاستغراق فى الذات ( حستى الحلوانى ،1996 : 2) وعدم ادراك الآخرين فى كثير من الاوقات فهو شخص منطوى على نفسه و منسحب عن الآخرين دائما وهو منشغل تماما انشغالا كاملا بخيالاته و أفكاره و بالانماط السلوكية المقبولة كبرم الأشياء ، وتجنب النظر ة المُعبرة أو المتواصلة بالإضافة لغياب فهم انفعالات الآخرين و قلة و تقيد الإهتمامات و الأنشطة . (Kamio,&Ishisaka,2004)
و بالإضافة الى قلة هذه الاهتمامات و الأنشطة النمطية و محدوديتها لديه الا انها أيضا اهتمامات و أنشطة غريبة و شاذة و ليست كاهتمامات الطفل العادى (William et al 1991:745) وغالبا ما يكون لديه رغبة و سواسية للثبات و عدم التغيير فى البيئة Sameness in the Enviornment (Philip , 1995 : 546) و رغبة الطفل التوحدى فى الثبات و عدم التغيير يتبعها مقاومة شديدة سواء كان هذا التغيير فى طقوسه التى يفعلها يوميا أو فى أغراضة الشخصية أو فى بيته . (David & Martine,1995 :633)
كما انه يقاوم التنقل من مكان لآخر و كذلك التبديل أو التغيير فى المأكل ، الملبس ، أثاث الغرفة أو الحمام أو حتى تغيير مدرس أو نظام الصف بالمدرسة أو المركز . وفى حالة حدوث هذا التغيير فإنه يثور و يغضب و يدخل فى حالة من الغضب قد تصل درجتها الى إيذاء ذاته أو إيذاء غيره من المحيطين به .( عثمان فراج ، 2002 :57)يلاحظ ايضا لدى البعض من الاطفال التوحديين سلوكيات عدوانية و تدميرية ولكنها فى الغالب تكون موجهة للذات ( قرص اليد ، عض الأصابع ، لطم الوجه ، ضرب الرأس فى الحائط أو فى الأثاث
Philip , 1995 :546)) كما يلاحظ لدى نسبة كبيرة منهم حدوث تغيير مفاجىء فى المزاج يُصاحب بنوبات من الضحك أو البكاء بدون أسباب واضحة تبرر هذا التغيير (Maurice , 1996 :2) كما أن الطفل التوحدى قد ينتابه ليس فقط نوبات من الضحك و البكاء و إنما أيضا قد ينتابه نوبات من الخوف و الزعر و الهلع دون سبب واضح .(Robert & James , 1992:523) وقد يكون هذا الخوف غير مبرر من أشياء لا تستدعى الخوف أو الفزع فبعض هؤلاء الاطفال بنتابهم الخوف من أشياء غير مؤذية أو ضارة مثل البالونات .(لورنا وينج،1996 : 50)
و بالرغم من أن بعض هؤلاء الاطفال التوحديين ينتابهم الخوف من الأشياء غير المؤذية الا انهم أكثر تعلقا بالاشياء الجامدة من تعلقهم بالكائن الحى ( إنسان أو حيوان أو نبات ) فلدى البعض منهم افتتان بالموضوعات أو الأشياء الجامدة غير الحية Fascination of inanimate – Objects . Philip , 1995 :546))
ومن السلوكيات التى تُلاحظ أيضا بكثرة لدى الطفل التوحدى سلوكيات الإثارة الذاتية Self Stimular Behaviors مثل الهزهزة و الدوران ( حيث يدور الطفل حول ذاته أو حول طاولة أو بجوار جدران الغرفة أو يدير بيده أو بإصبعه حلقة مفاتيح ) و كذلك رفرفة الذراع ، الأرجحة بالجسم للأمام أو للخلف وهز الرأس أو ثنى الجزع .( عثمان فراج ، 2002 : 57)
وفى دراسة قام بها أيمن أحمد جيره فى عام (1984) عن الاطفال التوحديين و الخصائص التى تميزهم أشارت النتائج الى بعض الخصائص النفسية و السلوكية للطفل التوحدى وهى :
- الميل الى التعامل مع الأشياء غير الحية .
- النمطية و الجمود و الإصرار على نفس الأشياء .
- صعوبة تعديل سلوكه .
- تصدع فى بناء الأنا الذاتى بحيث يعجز الطفل فى عمليات التعيين .
- التذبذب فى حالة الاداء الوظيفى لديه فى المهارات الحسية و الإدراكية مما يؤدى الى صعوبة التنبؤ بالسلوك لديه . (أيمن أحمد جيرة ، 1987 : 79).
ومن خلال العرض السابق ترى الباحثة أن الخصائص النفسية والسلوكية لدى الطفل التوحدى تتلخص فى الآتى:
- الانسحاب الشديد و الاستغراق فى الذات .
- النمطية و الجمود فى السلوكيات .
- تقييد و محدودية الاهتمامات و الأنشطة .
- غرابة و شذوذ الاهتمامات و الأنشطة .
- رغبة وسواسية فى الثبات و مقاومة التغيير .
- وجود سلوكيات عدوانية و تدميرية موجهة للذات .
- تغير مفاجىء فى الحالة المزاجية يصاحبه نوبات بكاء أو ضحك بدون سبب واضح .
- الخوف من أسياء غير مؤذية أو ضارة .
- التعلق بالأشياء الجامدة غير الحية .
- وجود سلوكيات الإثارة الذاتية ( الهزهزة , رفرفة الذراع , التحديق فى الأشياء التى تدور ..........) .
- تذبذب الأداء الوظيفى فى المهارات الحسية و الإدراكية مما يؤدى الى صعوبة التنبؤ بالسلوك .
- صعوبة تعديل السلوك .
- تصدع فى بناء الأنا الذاتى و العجز فى عمليات التعيين .
وهنا ينبغى الإشارة الى أن هذه الخصائص من الممكن أن تظهر جميعها لدى الطفل التوحدى ومن الممكن أن تظهر بعضها فقط لديه أى أن ليس بالضرورة تواجد كل هذه الخصائص لدى الطفل التوحدى.
4- الخصائص الإجتماعية :
تُعد الخصائص الإجتماعية هى أهم ما يميز الطفل التوحدى وهذه الخصائص يمكن تناولها من خلال ثلاث جوانب هى :
1- التفاعل الاجتماعى .
2- اللعب و مهارات التقليد .
3- اللغة و التواصل .
1- التفاعل الاجتماعى :
يُعد القصور الكمى و الكيفى فى التفاعل الاجتماعى من أبرز الخصائص الإجتماعية للطفل التوحدى وهى خاصية تتوافر فى كافة هؤلاء الأطفال لأن هذه الخاصية هى لُب اضطراب التوحد و رغم وجودها لدى كافة الاطفال التوحديين إلا انها توجد لديهم بدرجات متفاوته تختلف من طفل لآخر لدرجة قد تصل الى غياب ارتباط و انتساب الطفل ووعيه حتى لأبويه ( عثمان فراج ، 2002 : 54)
و الطفل التوحدى غالبا ما يبدو مختلفا عن الطفل الطبيعى أو العادى فى التواصل و التفاعل و ذلك خلال السنة الأولى و الثانية من العمر .(William & Michael,1993:211)
وربما يظهر القصور فى التفاعل الاجتماعى لدى هذا الطفل التوحدى بعد أسابيع أو شهور من ميلاده فتلاحظ الأسرة ضعف التواصل لديه فهو لا يحب الاحتضان أو الحمل وهو لا يتجاوب مع أغانى الأطفال التى تصدرها الأم أو الابتسامات أو المناغاة و يبدو منعزلا و لا يفضل الآخرين منذ مراحل حياته الأولة و لا يظهر أى حاجة للعاطفا أو التواصل مع أى شخص ، وفى طفولته غالبا لا تبدو على وجهه الابتسامة أو توقع الفرح و التهليل عندما يلتقطه أو يحمله أو يحضنه والده أو والدته ، كما يغيب تلاقى العيون من جانبه مع أى منهما أو مع غيرهما فهو يتجنب التلاقى و التواصل بالعين تماما . ( عثمان فراج ، 2002 : 54)
فلا يستطيع أن ينظر أو يحدق فى عين من يتحدث معها و لو حتى لثوانى قليلة ، ونقص أو قصور التواصل بالعين يُعد من أهم المظاهر التى توجد لدى غالبية الاطفال التوحديين.( Philip , 1995 :546)
و بما أن الطفل التوحدى يختلف عن الطفل الطبيعى أو العادى من حيث التفاعلات الاجتماعية و العلاقات و التواصل مع الآخرين فإن هذا القصور يجعله غير مهتم بالناس و غير مهتم بمن حوله من الآخرين فهو يتصرف كما لو أن الأشخاص الآخرين غير موجودين أو كأنهم قطع من الأثاث . ( عثمان فراج ، 2002 : 54)
وهذا ما تؤكده بعض الدراسات التى قام بها بعض الباحثين ففى دراسة دينيس و آخرون Dennis et al (1999) أظهرت النتائج أن الاطفال التوحديين هم الأقل قدرة على مسايرة الآخرين وهم الأكثر انسحابا من المواقف الإجتماعية المختلفة عند مقارنتهم بكل من الأسوياء المصابين بالإعاقة العقلية ( عادل عبد الله ، 2002: 54)
و بالرغم من ذلك فالأطفال التوحديين يجلسون بقرب امهاتهم أكثر من الغرباء ، و بالرغم من أن هؤلاء الأطفال لا ينظرون الى امهاتهم و لا يبتسمون لهم كما يفعل الأطفال العاديين و لكنهم رغم ذلك يُميزون الفرق بين أُمهاتهم و الغرباء و يُفضلون القرب من أُمهاتهم فى الظروف التى تسبب توترا فقط .( ابراهيم الزريقات ، 2004 : 37 / Durand & Barlow,2000)
وفى الوطن العربى فقد أُجريت بعض الدراسات التى هدفت عن الكشف عن التفاعلات الاجتماعية للأطفال التوحديين ، ومن هذه الدراسات دراسة حسنى حلوانى (1996) التى تم إجرائها على (27) طفل توحدى بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية و قد أظهرت النتائج أن الاطفال التوحديين يعتبرون الأقل فى التفاعل الاجتماعى عند مقارنتهم بالاطفال المعاقين عقليا ( حسنى حلوانى ، 1996) وفى مصر قام عادل غبد الله عام (2002) بدراسة على (12) طفل من التوحديين و (12) طفل من المعاقين عقليا لمعرفة الفروق بين المجموعتين على ابعاد : الإقبال الإجتماعى ، الإهتمام أو الإنشغال الإجتماعى ، التواصل الإجتماعى و الإنسحاب الإجتماعى .
وقد أظهرت النتائج أن كل من المجموعتين التوحديين والمعاقين عقليا يعانون من نقص واضح فى مستوى التفاعلات الإجتماعية إلا أن التوحديين يتسمون بدرجة من الوعى الإجتماعى أكثر إنخفاضا مما يجعلهم أقل قدرة من الاطفال المعاقين عقليا على مسايرة الآخرين و أقل منهم فى مستوى التفاعلات الاجتماعية و أكثر انسحابا من المواقف الاجتماعية .( عادل عبد الله ، 2002 : 70 – 110 )
2- اللعب و التقليد :
يتعلم الأطفال العاديون من خلال اللعب العديد من المهارات الاجتماعية و الأطاديمية على حد سواء ، لذلك فاللعب يُعتبر طريق هام لتنمية مهاراتهم الاجتماعية و لكن هذا الطريق غالبا ما يكون مغلقا أمام الاطفال التوحديين (Nelson , Catherin,2004:422) حيث يتسم الطفل التوحدى بالقصور الشديد فى قدرته على اللعب سواء بمفرده أو مع شخص آخر (Humphries, 1998:129) كما أنه يكون عاجزا عن القيام بأنشطة تخيليةأو رمزية متضمنة فى اللعب الرمزى أو اللعب الجماعى (Maurice , 1996 :1) كما لديه قصور فى التقليد أو اللعب الجماعى .( لورنا وينج ، 1996: 50 / سميرة السعد ، 1998 : 87)ويرى عثمان فراج أنه بالرغم من تقدم بعض حالات التوحد و تحسن الأعراض لديهم إلا انه يظل لديهم عزوف عن مشاركة أقرانهم فى اللعب كما أنهم يرفضون محاولات أقرانهم للتقرب و اللعب معهم . ( عثمان فراج ، 2002 : 55)
و السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو هل طفل التوحدى لا يرغب و لايفضل اللعب أم أنه لا يفهم كيف يلعب ؟
وترى الياحثة من خلال خبرتها العماية فى العمل مع هؤلاء الأطفال لمدة ( ثلاثة عشر عاما ) أن الطفل التوحدى يلجأ الى العزوف عن مشاركة أقرانه فى اللعب و يرفض محاولات اللعب معه أو التقرب منه أثناء اللعب نظرا لعدم معرفته لما هو مطلوب منه أو لعدم فهمه للموقف و بالتالى يصبح الموقف مشوشا و غير واضح بالنسبة له و نظرا لطبيعة إعاقته فهو لا يستطيع تحمل هذا القدر من التشويش و عدم الوضوح فيضطر الى العزوف عن المشاركة فى اللعب أو يرفض التقرب منه , هذا من جانب ومن جانب آخر قد لا يكون لدى هذا الطفل الدافعية للقيام بهذا النشاط ( اللعب) مما يجعله غير منتبه لما يحدث أو لما يُطلب منه و بالتالى لا يُشارك فى اللعب أو يُفضل الهروب من موقف اللعب هذا.
وقد اتضح هذا الأمر للباحثة من خلال عملها مع الأطفال التوحديين فبعض هؤلاء الأطفال بعد تدريبهم فترات على كيفية اللعب و بعد توضيح الأمر لهم و المطلوب منهم و بعج تقسيم اللعبة الى خطوات صغيرة يمكن التنبؤ بها و بالتالى يصبح الأمر واضح بالنسبة لهم ، أصبح البعض منهم يفضلون اللعب و يستطيعون القيام بالعديد من الالعاب التى تم تدريبهم عليها أما بعضهم الآخر و الذين كانو لا يستطيعون اللعب أو لا يفضلون اللعب بعد كل الخطوات السابقة ذكرها اتضح لنا فيما بعد أن السبب هو غياب الدافعية لديهم و بمجرد خلق نوع من الدافعية لديهم عن طريق أشياء مادية أو معنوية أقبلوا على اللعب و المشاركة فيه بشكل أفضل .
اضطرابات اللعب :
أسباب اضطرابات اللعب عند الأطفال التوحديين :
- صعوبة في المراحل الأولى: الصعوبة التي يواجهها الطفل التوحدى ، فلكي ينخرط الطفل باللعب الوظيفي والاجتماعي لابد أن يتخطى المراحل الأولى بدءاً من التحريك البسيط للأشياء إلى مراحل لعب أخرى فالأطفال المصابون بالتوحد لديهم صعوبة في هذين التصنيفين بسبب نقص الفضول والحاجة للاستكشاف وبدلاً من ذلك فهم ينخرطون في سلوكيات متكررة والتي تحوي إثارة للنفس أكثر مثل المص واللعق والحمل.
- الفرضيات المتعلقة بذلك: 1 ـ الفرضية المعرفية حيث تتعلق المشكلة الأساسية بالإدراك، والتي تعني أن هناك مشاكل وانحرافا ناتجا عن ضعف التفكير والقدرة على تشكيل وتحريك الرموز.
2 ـ الفرضية الفطرية التي تعتمد على أن اللعب الملقن أفضل من اللعب التلقائي، وهذا يناقض النظرية المعرفية المتعلقة بالإدراك حيث تقترح أيضاً أن الطفل يستطيع أن يتخيل ولكن لا يقوم بذلك بتلقائية بسبب الفشل المتكرر. يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من نقص في اللعب، فالتلقائي في المواقف الطبيعية التلقائية ليس بسبب عدم قدرتهم على اللعب وإنما صعوبة اللعب نفسه والمحاولات المتكررة الفاشلة مما سيؤدي بالضرورة إلى الإحباط وفقدان حافز اللعب. العوامل التي تثبط اللعب عند الأطفال التوحديين عدة عوامل هى:
ـ ضعف التواصل. ـ صعوبة فهم مشاعر الآخرين. ـ وجود الاهتمام غير الاعتيادي أو المحدود. ـ عدم وجود علاقات صداقة. مفاتيح أساسية مفاتيح تعليم اللعب للأطفال المصابين بالتوحد: 1- التنظيم:
أسباب اضطرابات اللعب عند الأطفال التوحديين :
- صعوبة في المراحل الأولى: الصعوبة التي يواجهها الطفل التوحدى ، فلكي ينخرط الطفل باللعب الوظيفي والاجتماعي لابد أن يتخطى المراحل الأولى بدءاً من التحريك البسيط للأشياء إلى مراحل لعب أخرى فالأطفال المصابون بالتوحد لديهم صعوبة في هذين التصنيفين بسبب نقص الفضول والحاجة للاستكشاف وبدلاً من ذلك فهم ينخرطون في سلوكيات متكررة والتي تحوي إثارة للنفس أكثر مثل المص واللعق والحمل.
- الفرضيات المتعلقة بذلك: 1 ـ الفرضية المعرفية حيث تتعلق المشكلة الأساسية بالإدراك، والتي تعني أن هناك مشاكل وانحرافا ناتجا عن ضعف التفكير والقدرة على تشكيل وتحريك الرموز.
2 ـ الفرضية الفطرية التي تعتمد على أن اللعب الملقن أفضل من اللعب التلقائي، وهذا يناقض النظرية المعرفية المتعلقة بالإدراك حيث تقترح أيضاً أن الطفل يستطيع أن يتخيل ولكن لا يقوم بذلك بتلقائية بسبب الفشل المتكرر. يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من نقص في اللعب، فالتلقائي في المواقف الطبيعية التلقائية ليس بسبب عدم قدرتهم على اللعب وإنما صعوبة اللعب نفسه والمحاولات المتكررة الفاشلة مما سيؤدي بالضرورة إلى الإحباط وفقدان حافز اللعب. العوامل التي تثبط اللعب عند الأطفال التوحديين عدة عوامل هى:
ـ ضعف التواصل. ـ صعوبة فهم مشاعر الآخرين. ـ وجود الاهتمام غير الاعتيادي أو المحدود. ـ عدم وجود علاقات صداقة. مفاتيح أساسية مفاتيح تعليم اللعب للأطفال المصابين بالتوحد: 1- التنظيم:
حيث يساعد الطفل على فهم تسلسل المهارات والأنشطة والأفكار التي تساعد في تحقيق الأهداف فعلى سبيل المثال قصة ليلى الحمراء والذئب لها تركيب واضح مع وجود شخوص وتكرار لجمل ووجود إثارة والذي يؤدي بالنهاية لاكتشاف بأن الجدة هي في الحقيقة ذئب. 2- الشعور بالمتعة:
فلابد من وجود المتعة في اللعب الأطفال المصابون بالتوحد قد يحبون برامج معينة لأن شخوصها ممتعة مثل عالم سمسم، بارني. 3- الاهتمام:
يجب أن يُظهر الطفل اهتماما في تحريك المواد لجعل تجربة اللعب ذات معنى باستخدام أشياء ومواضيع تعتمد على الطفل مما يشجعه على اللعب أكثر. 4- الأدوات:
نوعان المنظمة وهي الجاهزة مثل الحيوانات، الدمى المتحركة، وغير منظمة (لم تنتظم لتشكل شيئا بعد مثل الحبال، الصناديق، الأشرطة .
5- المتابعة:
5- المتابعة:
يجب أن يكون هناك بعض التوقع لخطوات تعلم اللعب وبالتالي مساعدة الطفل على اللعب.6- اللعب الاجتماعي:
والذي يشمل تعلم مهارات جديدة. 7- اللغة المناسبة:
يجب أن تكون اللغة والتعليمات بسيطة ومباشرة ومحدودة مما يساعد الطفل على التركيز على خطوات اللعب.
- الأهداف التواصلية ـ ذات العلاقة بجانب الاستخدام اللغوي والمعاني :
- الأهداف التواصلية ـ ذات العلاقة بجانب الاستخدام اللغوي والمعاني :
خلال اللعب، يركز أخصائي النطق واللغة على مجموعة من الأهداف المتعلقة بجانب الاستخدام اللغوي والمعاني ومن أهم هذه الأهداف: ـ تنمية مهارة مبادلة الأدوار. ـ تنمية مهارة التواصل والالتقاء البصري. ـ تنمية التفاعل الاجتماعي. ـ تنمية المحصول الغوي. ـ تنمية وإيجاد التقليد الفعال. ـ تنمية القدرة على طرح الأسئلة والإجابة عنها. ـ دعم الجلسات الفردية. يتم تطبيق البرنامج بتعاون اختصاصي النطق واللغة مع كل من: ـ الاختصاصية النفسية ـ اختصاصي العلاج الوظيفي ـ معلمي التربية الخاصة.
3- اللغة و التواصل :
القصور اللغوى أو المشكلات التواصلية هى من أهم الأعراض التى تميز الطفل التوحدى ، فمن المتعارف عليه ان اللغة أو اضطرابات التواصل لدى الطفل التوحدى مُتغيرة وليست بصورة ثابتة لدى كل الاطفال التوحديين .(Fred, V. et at 2006:336)
و يبدأ ظهور مؤشرات هذا القصور أو الإضطراب فى النمو اللغوى مبكرا فى حياة الطفل التوحدى فربما يبدأ فى الأشهر الثلاث الأولى حيث يُلاحظ على هذا الطفل الهدوء غير الطبيعى ، وغياب المناغاة المعتادة عند الطفل السليم فى هذه الفترة كما يُلاحظ عليه قلة أو توقف الأصوات التى يصدرها الصغير Bubbling وفى مناسبتها للموقف و معانيها بالنسبة الى ما يريده من أمه فهى غالبا أصوات عشوائية عديمة المعنى لا تستهدف أى نوع من التواصل ، بعكس الطفل السوى الذى يكتسب مبكرا مهارات تفهم التواصل استقبالا و تعبيرا حتى قبل أن يتكلم أو يكتسب حصيلة لغوية و لو بسيطة ( عثمان فراج ، 2002 : 56) وقد ينطق الطفل التوحدى كلمة معينة ولكنه يعجز عن استعمالها أو نطقها ثانية و لكنه قد يعود و ينطقها بعد يوم أو أسبوع أو حتى بعد سنة و هذه الظاهرة هى ما تسمى الترديد أو رجع الصدى أو المصاداة Echolalia كما أنه يخلط بين الضمائر و يتكلم كما لو أنه شخص أجنبى يتكلم بلغة غير اغته أو كما يتكلم الإنسان الآلى .(Howlin,1998: 136)
كما يظهر القصور أيضا فى أوجه التواصل غير اللفظى كالإيماءة Gesture ، التعبيرات الوجهية Facial Expressions ، طبقة الصوت Vocal Intonation ، وارتفاع نغمة الصوت .(Ellis,K. & Wing,L.1990:5)
بعد هذا العرض يمكننا إيجاز أهم الخصائص الإجتماعية التى يتصف بها الطفل التوحدى فى الآتى :
- القصور الكمى و الكيفى فى التفاعل الإجتماعى .
- ظهور هذا القصور منذ الميلاد .
- عدم ظهور الحاجة للعاطفة أو التواصل مع أى شخص .
- تجنب التواصل بالعين Eye Contact .
- عدم الإهتمام أو الإستجابة للآخرين و الفشل فى طلب المساعدة منهم فى حالة الحاجة لذلك .
- العجز عن تفهم مشاعر الآخرين .
- قصور شديد فى مهارات اللعب الجماعى و اللعب التخيلى أو الرمزى .
- القصور فى التقليد أو المحاكاة .
- تأخر نمو اللغة .
- اتسام الكلام إن وُجد بالمصاداة الفورية أو المتأخرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق