الخميس، 3 ديسمبر 2015

التواصل الإجتماعى للأطفال التوحديين

تُعد القدرة على التفاعل و التواصل الإجتماعى هى أهم الخصائص السلوكية التى تُشير الى التوحد و التى تتأثر سلبا بها و يمكن ملاحظة ذلك فى جميع المراحل العمرية فبعض الاطفال التوحديين الرضع يميلون الى تجنب التواصل البصرى ، وقلة الإهتمام بالصوت البشرى ، ويظهرون و كأنهم غير مبالين و بدون عاطفة و قليلا ما يُظهرون أى تعبيرات على الوجه .(Demire, Valbona ,2004:2619)
و التواصل الإجتماعى عملية صعبة و معقدة على الطفل التوحدى لأنها تتطلب كم هائل من المعلومات فى وقت قصير و الطفل التوحدى لا يستطيع فهم قوانينها و تطبيقاتها (وفاء الشامى ،2004: 181)
و الأطفال التوحديين غالبا ما يجدون صعوبة فى التواصل مع الآخرين و ذلك لأنهم يعانون من قصور فى مهارات التواصل و التفاعل الإجتماعى و مهارات اللعب الضرورية لتنمية علاقاتهم مع أقرانهم .(Prendeville, JA. Et al, 2006:21)
يفقد الطفل التوحدى منذ بدء الحياة إشارت التواصل الإجتماعى الطبيعى مع الوالدين أو من يقوم برعايته أو يكون هناك فقر أو ضعف شديد فى تلك المهارات التواصلية فهم يجتنبون التواصل البصرى ، ولا يظهر لديهم الخوف من الغرباء أو البكاء عندما يتركهم آبائهم فى سن من ثمانية أشهر حتى سنة ، وفى عمر سنتين تعزله سلوكيات الإثارة الذاتية ( كالرفرفة ، الهزهزة ، اللفو الدوران ...) عن محاولة التواصل و التفاعل مع الآه\خرين (Andrews , Siri , Martin,2004:538)
و الأطفال العاديين يظهرون قدرة للتنبؤ فى الإنفعالات أما الطفل التوحدى فاستجابته الإنفعالية قد لا تبدو مرتبطة بالموقف فقد يصرخ أو يضحك و يبكى بدون سبب واضح .(Lantz,Jahanna,F.2005:175)
ومن الأعراض المميزة للتوحد عند بلوغ سن سنتين غياب أو قصور أو ضعف أو عدم تطوير اللغة لدى الطفل التوحدى حيث تغيب عنه أصوات المناغاة ، ويعيب الكلام أو تظهر بعض الكلمات ثم تتوقف فجأة (Botteher,Mendy, Anne , 2004:135)
و مع بلوغ الطفل التوحدى عامه الثالث تظهر المشكلة بشكل أوضح  فاللغة تكون فقيرة لديه و إذا وجد الكلام يتسم بالتكرارية أو السطحية و لا يستخدمه الطفل التوحدى فى التعبير عما يرغب (Pierson , Melinda,R.&Glaeser,Barbara,2005: 279)
و فى سن الخامسة يثير عدم التواصل اللفظى مشكلة كبيرة فالطفال العاديين عادة يفهمون اللغة و يستعملونها بشكل محقق لحاجتهم ، بينما الأطفال التوحديين يعانون من افتقار الى القدرة على الاستجابة و التعبير عن أنفسهم فالعديد منهم لديهم مشكلات فى فهم اللغة خارج نطاق السياق ، فلغتهم تتمثل فى تقليد ما يسمعونه فى الكلمة أو طبقة الصوت ، أو النغمة و غالبا بدون معنى . و الأطفال التوحديون الذين يطورون اللغة غالبا ما يكوزن لديهم صوت ميكانيكى فى كيفية تغيير الكلمات.(ابراهيم الزريقات ، 2004 : 178)
أما فيما يتعلق بمهارات اللعب فعندما تراقب أى طفل صغير يلعب فسوف تراه منهمكا فى بعض أشكال اللعب بشكل شديد و اللعب هو جزء مكمل لنمو الطفولة المبكرة و كذلك فى نمو قدرة الطفل على تعلم مهارات التواصل الإجتماعى و مهارات اللغة بالإضافة إلى السلوكيات الملائمة و القدرة على حل المشكلات و المهارات المعرفية المتعددة . وهذا ما يغيب عن الطفل التوحدى فهو عاجز عن اللعب بكافة أشكاله و عن بدء اللعب أو التفاعل مع الأقران أثناء اللعب و خاصة اللعب الرمزى أو التخيلى.(Boutot,E.Amanda,2005:258)
يظهر لدى الأطفال العاديين إنفعالات قوية وواضحة و يستطيعون فهم إنفعالات الآخرين و تعبيراتهم الوجهية و هذا الأمر لا يوجد لدى الاطفال التوحديين حيث أشارت العديد من الدراسات الحديثة الى وجود صعوبات لدى التوحديين فى التعرف على التعبيرات و الانفعالات الوجهية (Schultz,Robert,2005:125)


جدول رقم (2-2) يبين سمات التواصل الإجتماعى فى التوحد منذ الميلاد حتى(18) شهر

العمر
سمات التواصل الاجتماعى


من الميلاد حتى (18) شهر
تجنب التواصل البصرى .
مقاومة الاحتضان من قبل الآخرين.
الإبتسام متأخر أو غير متواجد.
تصلب و انقباض الجسم عند حمله من قبل الآخرين .
الإفتقار الى التواصل غير اللفظى.
رفض محاولات الآخرين للتواصل معه .
ضعف فى فهم أو تقليد الإيماءات .
الإفتقار الى أو ضعف المناغاة.
تأخر أو غياب الكلمات الأولى .
اللعب بمفرده .
عدم الإهتمام بالعاب الأطفال الآخرين.
 
جدول رقم (2-3) يبين سمات التواصل الاجتماعى فى التوحد منذ الشهر(19)
حتى(4) سنوات

العمر
سمات التواصل الاجتماعى

من (18) شهر حتى (4) سنوات
الفشل فى أخذ الدور .
إظهار لغة متأخرة.
عدم القدرة على فهم اللغة .
نطق كلمات غير مألوفة ( لغة خاصة ).
المُصاداة أو الترديد للأصوات أو الكلمات .
هذا بالإضافة الى سمات المرحلة السابقة.

جدول (2-4) يبين سمات التواصل الإجتماعى فى التوحد بعد سن (4) سنوات

العمر
سمات التواصل الإجتماعى


أكثر من (4) سنوات
الإفتقار الى مهارات التقليد .
معاملة الأفراد كأشياء .
عدم الوعى أو الإدراك لمشاعر الآخرين .
مقاومة أو رفض العواطف الجسدية كالقبلة أو الإحتضان.
الإفتقار الى الإستجابات الانفعالية و الإجتماعية المناسبة.
استعمال قليل للغة التعبيرية.
الفشل فى المبادرة فى المحادثة .
استعمال الضمائر بشكل غير مناسب ( معكوس) .
التحدث بنوعية و طبقة صوت غير مألوفة.
الإتيان بكلمات غريبة أو تعبيرات من عصور قديمة .
هذا بالإضافة الى سمات المراحل العمرية السابقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق